بعيدا عن زحمة ”الثورات العربية” ورياح ”الربيع الشتوي” التي عصفت بالجيران والأشقاء العرب، قرّر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال ترؤسه لمجلس الوزراء الأخير، تكليف وزارة الثقافة ووزارة الخارجية للقيام بكل المساعي والإجراءات التي تثمر باحتضان مدينة قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015. بعد موافقته على طلب المدللة خليدة تومي، التي استحلت أجواء العواصم الثقافية والإسلامية والإفريقة، ولم تصبر على فراقها. في الحقيقة؛ كنت أود التعليق على هذا الأمر، لكني عثرت في أرشيف الكاري، على مقال يعود إلى بدأ الحكاية.. كتبت فيه: القصّة بدأت في أواخر سنة 2002، عندما فكّر بعض ‘'البڤّارة'' في استيراد سلعة جديدة من الضفة الأخرى، من خلال ‘'حرفة'' جماعية قانونية ومنظمة، أطلق عليها شعار ‘'2003 سنة الجزائر في فرنسا''، حملت في ‘'قاربها الثقافي'' ما حملت، وعادت بنصف ما أخذت.. تلك ‘'الحرفة الشرعية'' فتحت الآفاق مشرعة، على تجارة لطالما وصفت ب ‘'البائرة''، وهي تجارة ‘'البقر الثقافي'' التي انتعشت في السنوات الأخيرة وكثر سماسرتها الذين ازدهرت تعاملاتهم مع نهاية سنة 2006، أي قبل أشهر قليلة على موسم سوق آخر، أكثر ريعا وأوفر فرصا، عرف ب ‘'سوق الجزائر عاصمة للثقافة العربّية'' 2007، كلّف حظيرة الدولة - حسبهم - نيف 9 ملايير دينار، لا يعلم مآلها إلا الله والراسخون في التخلاط. ولأن ضرع ‘'البقرة العربية الصفراء'' ظل ‘'ينزغ'' على قيد الدرّ، رقّ ‘'قلب..هم''، ومدّدوا عمر الحَلب إلى منتصف السنة الثامنة بعد الألفية الثالثة، أي أيّاما قليلة قبل استيراد ‘'البقرة الإفريقيّة السوداء'' التي - حسب ذِكر..هم - كلّفت بيت المال، نيف الخمسة ملايير، قالوا إنها ستضمن الدرّ، إلى نهاية سنة 2010، أي قبل الانتهاء من تشييد الحظيرة الجديدة في تلمسان، والتي استقبلت في 2011 ‘'بقرة بيضاء'' قيل إن بركتها كانت أكثر وحليبها كان ‘'مرقيا'' زُلالا، وأنها ضمنت ل ‘'بفّارة الثقافة'' في البلاد، ثلاث سنوات أخرى من التجارة المربحة، رغم أن ‘'أصداء..هم'' تشير إلى إمكانيّة الانتقال إلى تجارة أخرى بعد ال 2011، في 48 سوقا داخليا. بعض المتفائلين، من الذين لا يعرفون من سير البقر، غير سيرة ‘'بقرة ليتامى''، قالوا إن انتعاش تجارة البقر الثقافي، ستعود عليهم بالنفع بطرق غير مباشرة ‘'كأس حليب من هنا.. رطل زبدة من هناك.. كوطليطة من مكان آخر.. ولم لا صحن كبدة مشرملة..؟'' مساكين، في الوقت الذي يتحدّث فيه ‘'بڤّارة الثقافة'' عن أطنان اللحم، يحلم الأيتام بكأس حليب من ضرع بقرتهم المسروقة..