انتقدت الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد معتبرة إياها ”منفصلة عن الواقع”، وجددت دعوتها له بالتنحي عن السلطة، فيما عبر الرئيس المصري محمد مرسي عن مساندته دعوة الشعب السوري لمحاكمة بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم الحرب التي اقترفها نظامه خلال الاحتجاجات التي تعصف ببلاده منذ قرابة العامين، بينما تواصل كل من إيران والصين دعمها لنظام الأسد من خلال تثمين مبادرته والدعوة لتطبيقها ميدانيا. أعلن الرئيس المصري محمد مرسي، مساء الأحد، لمحطة التلفزيون الأمريكية ”سي أن أن” أنه يدعم دعوة الشعب السوري لمحاكمة الرئيس بشار الأسد على جرائم حرب ارتكبها مع توقعه بسقوط النظام الحاكم في دمشق خلال الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد. وحسب مقتطفات من المقابلة نشرتها المحطة الأمريكية، قال مرسي إن ”الشعب السوري وبفضل ثورته والانطلاقة التي حققتها سيصل عندما يتوقف حمام الدم إلى مرحلة جديدة سيكون له خلالها برلمان مستقل وحكومة يختارها بنفسه. وأضاف ”سوف يقرر السوريون ماذا يريدون أن يفعلوا بأولئك الذين ارتكبوا جرائم ضدهم. يعود للشعب السوري أن يقرر”. كما دعا إلى الاستجابة لرغبة الشعب السوري في محاكمة الأسد، على غرار ما قام به الشعب المصري. واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد أن الحل السياسي الذي اقترحه الرئيس بشار الأسد لتجاوز الأزمة في سوريا ”منفصل عن الواقع”، مجددة الدعوة إلى تنحيه، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان أن خطاب الأسد الذي ألقاه الأحد ”هو محاولة جديدة يقوم بها النظام للتمسك بالسلطة ولا يقدم أي شيء ليمضي الشعب السوري قدما نحو تحقيق هدفه المتمثل في انتقال سياسي”. وعلى النقيض من ذلك، قالت وسائل إعلام إيرانية، أمس الإثنين، إن إيران ترحب بالخطاب الذي نقله التلفزيون للرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أنه ”رفض العنف وعرض عملية سياسية شاملة” لإنهاء الصراع السوري. وذكرت وسائل الإعلام أن الخطاب الذي ألقاه الأسد يوم الأحد يكشف عن خطة سلام جديدة لكن الرئيس لم يقدم أي تنازلات ونفى احتمال إجراء مفاوضات مع المعارضة السورية التي وصفت الخطاب بأنه تجديد لإعلان الحرب. وتدعم إيران حكم الأسد منذ قيام الانتفاضة قبل نحو عامين وتعتبره جزءا مهما من محور المعارضة ضد إسرائيل. وتصف إيران الكثير من جماعات المعارضة السورية بأنها عناصر ”إرهابية” تدعمها دول غربية وعربية. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بيان نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إن ”هذه الخطة ترفض العنف والإرهاب وأي تدخل خارجي في البلاد وترسم مستقبلا للبلاد عبر عملية سياسية شاملة”. وحث صالحي العالم وقوى المنطقة على دعم محاولات إنهاء الأزمة من خلال ”حل سوري”. وفي نفس السياق، صرح هونغ لي المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية أمس الإثنين، بأن الصين ترى أنه يتعين على أطراف النزاع في سورية الالتزام بالخطة المشتركة للتسوية السلمية للوضع في البلاد. وقال هونغ لي في معرض رده على طلب للصحفيين بالتعليق على موقف الصين من الخطة التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد لتسوية النزاع في سورية: ”تؤيد الصين التزام أطراف النزاع في سورية بالخطة المشتركة التي جرى إقرارها للتسوية السلمية في البلاد”. وأضاف إن الصين تقف موقفا ”فاعلا وواضحا” في هذه المسألة. كما ذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده ”تدعو السلطات السورية والقوى المعارضة إلى العمل على وقف المواجهات المسلحة بأسرع وقت ممكن انطلاقا من المصالح الأساسية للدولة والشعب، وأعاد هونغ لي إلى الأذهان أن الصين أكدت مرارا أن الأزمة السورية يمكن حلها فقط عبر المفاوضات السياسية بشرط التزام أطراف النزاع بالقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن الدولي واتفاقات بيان جنيف.