يطرح موظفو قطاع التربية بولاية تيارت، عدة انشغالات ومطالب تبقى عالقة ولم يتم الاستجابة لها من قبل مسؤولي القطاع، منها ترقب حوالي 400 أستاذ تحصيل المخلفات المالية الخاصة بالترقية بالدرجة، حيث سبق واستفاد الكثير من الأساتذة من تلك المخلفات خلال شهر جانفي 2012 وبقي حوالي 400 بدون تحصيل تلك المخلفات. وقدمت للأساتذة المتبقين وعودا بتسوية الوضع، وهو الجواب الذي أكده لنا به المكلف بالإعلام لدى مديرية التربية، والذي كشف لنا حينها عن وجود حوالي 400 أستاذ سيتم التكفل بوضعهم خلال فترة قصيرة، لكن سنة بكاملها مرت دون أن تجسد تلك الوعود، لتبقى بذلك مصالح مديرية التربية لولاية تيارت ”تتماطل” في تسوية أوضاع وحقوق موظفي القطاع. وكشف لنا بعض الأساتذة أنهم استفادوا من الترقية بالدرجة منذ سنة 2009، وبعضهم منذ سنة 2010، وتم تغيير مرتباتهم وفق الدرجة الجديدة بعد مرور أكثر من سنتين، لكن بقيت مخلفات تلك الأشهر معلقة ودون تسوية. وتحدث العديد من الأساتذة والمعلمين عن معاناتهم من عدم تسوية حقوقهم المالية، في وقت يتم الإسراع في تطبيق العقوبات عليهم وخصم أيام التغيب. وأشار عدد آخر من الأساتذة إلى عدم تلقي الكثير منهم المستحقات الخاصة بأستاذ رئيس المادة ومسؤولي الأقسام، ليبقوا محرومين من المستحقات المالية الخاصة بهذه المسؤوليات المكلفين بها، مشيرين في الوقت ذاته إلى التأخر الكبير في تحصيلهم للمرتبات الشهرية، وفي صرف منح المردودية مقارنة بولايات مجاورة مثل تيسمسيلت، التي يتلقى موظفوها مرتباتهم ومنح المردودية في موعدها. وفي سياق ذي صلة، تعاني بعض المؤسسات التربوية الخاصة بالطور المتوسط بتيارت من عدم توفرها على قاعات للإعلام الآلي، ليبقى الأساتذة مجبرين على تدريسها رغم نقص الحجرات المخصصة لأفواج التلاميذ، الأمر الذي يؤثر في عمل الأساتذة، وكذا في التحصيل العلمي للتلاميذ، وخير مثال على ذلك متوسطة قلايلية أحمد بفرندة، والتي يبقى بها عدد أفواج التلاميذ يفوق عدد الأقسام، ولا تتوفر حتى على مراحيض مخصصة للأساتذة، إضافة إلى تحويل المكتبات وقاعات الأساتذة إلى حجرات للتدريس، والوضع نفسه ينطبق على العديد من المؤسسات التربوية بولاية تيارت. ورغم هذه النقائص، أشار بعض الأساتذة إلى أن مسؤولي القطاع بالولاية لا يمتنعون عن مطالبة المعلمين والأساتذة بضرورة تحسين النتائج ولا يتأخرون دقيقة واحدة في تطبيق العقوبات الصارمة ضد موظفي القطاع، في حين يبقى تشجيع الأساتذة ”منعدما” ويقتصر على ما تقدمه الولاية مع نهاية كل سنة لتلاميذ وأساتذة الأقسام النهائية للأطوار الثلاثة. وفي السياق ذاته، اشتكى أولياء التلاميذ من نقص أساتذة بعض المواد العلمية عبر بعض المؤسسات التربوية، خاصة بالثانويات في مواد الفيزياء والرياضيات.