اتخذت السلطات الليبية تدابير أمنية لضبط الوضع الأمني في مدينة مصراتة، شرق العاصمة طرابلس، في أعقاب اغتيال محمد بن عثمان، العضو في المجلس المحلي للمدينة والمسؤول في حركة الإخوان المسلمين، بينما تسود مدينة بنغازي حالة من الهدوء بعد التحذيرات التي قدمتها بعض الدول الأوروبية لرعاياها في المنطقة. وينص القرار الصادر عن المجلس المحلي لمصراته، وتبعد 220 كيلومتر شرقي طرابلس، على عدد من التدابير الأمنية منها إقامة نقاط تفتيش داخل المدينة، ومنح الدوريات الأمنية المشتركة حق استخدام السلاح، وتشديد الحراسة على السجون، كما دعا القرار لإزالة أي نوع من تعتيم زجاج السيارات، طبقاً لوكالة الأنباء الرسمية، وال. وكان بن عثمان قد لقي مصرعه عندما أطلق مجهولون، على متن سيارة بزجاج داكن، النار عليه لدى خروجه من إحدى مساجد مصراته، والضحية سجين سياسي سابق في النظام الليبي السابق، وعضو مؤسس في حزب “العدالة والبناء” المنبثق من حركة الإخوان المسلمين. وتشهد بعض المدن الليبية حالة انفلات أمني وأعمال عنف مسلحة منذ نجاح ثورة فيفري في الإطاحة بنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، بعد أربعة عقود في السلطة. وعلى صعيد اخر، لم تسجل أجهزة الأمن والشرطة في بنغازي طوال الأيام الماضية أي تفجيرات أو اغتيالات أو تهديدات وذلك منذ أن طلبت بريطانيا من رعاياها مغادرة المدينة نهاية الأسبوع. لكن مصدر مسؤولا بالداخلية رجح في تصريح أن يكون التحذير الغربي إما احترازيا نتيجة التدخل الفرنسي في مالي، أو استعدادا لتوجيه ضربات “خاطفة” لمعسكرات الإسلاميين “المتشددين” في شرق ليبيا. من ناحيته نفى رئيس اللجنة الأمنية في بنغازي فوزي ونيس تلقيهم أي معلومات أو تهديدات حتى تصل بريطانيا إلى هذا المستوى من التحذيرات، متوقعا أن يكون الإجراء احترازيا، مؤكدا أن ما تقوله بريطانيا - التي لديها مخابراتها وأجندتها - ليست له دلالة في الواقع بالمدينة. وكان وزير الداخلية قال أول أمس لصحيفة “أجواء البلاد” إن مطالبة بعض الدول الغربية لرعاياها بمغادرة بنغازي، قد تأتي في سياق التدابير الأمنية وذلك تحوطا من تداعيات الأحداث في مالي. وأضاف عاشور شوايل أن هذه الدول تعتقد بوجود “متشددين” بالمنطقة الشرقية، مما جعلها تطالب رعاياها بمغادرة بنغازي بشكل خاص.