16 شركة خاصة "تحتكر" حماية الشركات النفطية أرجعت أكبر شركة حراسة أمنية في العالم عدم دخولها الجزائر، إلى ”قضايا تنظيمية” منعتها من ذلك، حيث لم تخف محاولة اقتناص فرص استثمارية لحراسة الشركات الصناعية الكبرى أو السفارات المتواجدة بولايات الوطن. وكانت أزمة مالي وتوابع أزمة احتجاز الرهائن في عين أمناس ”فال خير” على الشركة البريطانية للحراسة ”جي 4 أس” البريطانية ”سيئة السمعة” بعد فشلها في توفير الأمن في أولمبياد لندن بعد تزايد عقود الشركات العاملة في إفريقيا، وعدد من الحكومات لتوفير الحراسة لها. وفي هذا الصدد لم تنف الشركة البريطانية الرغبة في التواجد في الجزائر إلا أن ”مسائل تنظيمية” في القانون الجزائري منعتها من ذلك، إذ فتحت المجموعة حاليا فروعا لها في تونس وإثيوبيا والنظر في التحركات إلى ليبيا والصومال، لكن ليس للشركة ”وجود” في الجزائر بسبب ما اعتبرته قضايا تنظيمية. ويمنع القانون الجزائري من استخدام متعاقدي الجهات الأمنية الخاصة الأجنبية في مواقعهم، ولكنهم يستطيعون نشر الحرس الخاص الجزائري المسلح- كاختيار، علما أن 16 شركة أمنية خاصة أغلبها يملكها متقاعدون من الجيش تحتكر توفير الحماية للشركات الأجنبية، لاسيما النفطية منها عبر تراب الوطن. ولم يتضح بعد إن كانت الحكومة ستعيد النظر مستقبلا في عمل الشركات الخاصة وفسح المجال للأجنبية منها للتواجد بالجزائر، خصوصا بعد تصريح وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، أول أمس، بأن السلطات العمومية ”ستقوم بتقييم النظام الأمني حول المنشآت الصناعية (لقطاع الطاقة) لتعزيز الأمن من خلال وضع الحلول المناسبة”. من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي في إفريقيا للمجموعة البريطانية ”جي 4 أس” الأمنية أندي بيكر، التي تقاتل لاستعادة ”سمعتها” عقب أولمبياد لندن العام الماضي، إن شركته تشهد ارتفاعا في العمل بدءا من المراقبة الالكترونية لحماية المسافرين، مذكرا في هذا السياق بما حدث في الجزائر ومالي ”على سبيل المثال، كانت قضية احتجاز بلمختار للرهائن في عين أمناس بالجزائر ظاهريا ردا على التحرك الفرنسي في مالي، لذلك هناك تأثيرات إقليمية في العديد من هذه البلدان والتي تجلب معها العديد من التهديدات، لذلك الطلب مرتفع”.وفي بريطانيا، تضررت سمعة الشركة عندما فشلت في توفير عدد متفق عليه من حراس الأمن لدورة الألعاب الأولمبية في لندن. والشركة هي بالفعل واحدة من أكبر الشركات في القطاع بإفريقيا، خاصة مع الموظفين أكثر من 110 ألف في 29 بلدا في جميع أنحاء القارة. وفي سياق متصل أوضحت الشركة البريطانية أنها شهدت ارتفاعا في الطلب على حماية السفارات الأجنبية والمحلية في إسرائيل وفي إفريقيا، وذلك لتوفير الحماية للشركات في ومالي وكينيا، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص. ومن بين عملاء الشركة مجموعة النفط ”روايال داتش شل” و”باركليز” وشركة التعدين ”أنغلو غولد أشانتي”، مقابل تلقي حوالي 500 مليون جنيه استرليني أي نحو 764 مليون دولار.