”العديد من الشعوب المتحضرة بدأت تعيد النظر في مفهوم الرياضة كما هو عليه الآن، نتيجة العنف الذي يرافقها والتكاليف المادية التي تنجر عنها. والبديل عن هذه الرياضات الفردية والنخبوية، التي لا يجنى من ورائها سوى تلهية المواطنين وإثارة الشجارات والعداوات بين الأفراد والجماعات والدول أحيانا ( الجزائر - مصر نموذجا). فبدأت في تشجيع ما يسمى بالرياضات الجماعية التي يشترك فيها أكبر عدد من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار.. كرياضات الجري والمشي والدراجات الهوائية والسباحة، وخصصت لذلك ميزانيات لتمكين كل مواطن من ممارسة الرياضة التي تناسبه حسب سنه وميوله. ومن أجل توعية الناس بضرورة ممارسة الرياضة، تجندت وسائل الإعلام والمنظومات الصحية من أطباء ومؤسسات، في حث الناس إذا مارسوا الرياضة، إلى درجة تأكيدهم على أن الرياضة تشفي من جميع الأمراض بل تطيل من عمر الإنسان.. إلخ. وعليه نأمل من دولتنا إن تنتهج هذا الأسلوب الذي ثبتت نجاعته عند غيرنا. وأتذكر أن أحد المسؤولين في هذه الدول الداعمة للرياضات الجماعية، صرح مرة أن الميزانيات المخصصة لإنشاء الحدائق والمسابح والمسالك الخاصة بالدراجات في الطرقات العامة والغابات، نقتصدها في فاتورة استهلاك الأدوية. فالكثير من الأمراض المزمنة: الضغط الدموي، السكري، القلق و..و...إلخ، يمكن لأصحابها الاستغناء عن الأدوية أو التقليل من استهلاكها. وأذكر أن تركيا مثلا تضع مختلف أجهزة ممارسة الرياضة في ساحات عمومية لاستعمالها مجانا. كما شاهدت بلدا آخر يضع تحت تصرف المواطنين دراجات هوائية لاستعمالها بالمجان أيضا سواء للسياحة أو للذهاب إلى العمل. فرغم أني أستبعد أن يطلع أي مسؤول على هذا التعليق وإن قرأه أحدهم لا يعير له أي اهتمام. ولكن اللهم إني بلغت.”. هذا الرأي بعث به السيد أبو سفيان من الجزائر وهو قابل للتنفيذ إن أردنا خيرا لأمتنا وادخارا لأموالنا وأعصابنا..