مكتب برئاسة بومهدي لتحضير انتخاب الأمين العام أنهى، عبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق للأفلان المسحوب منه الثقة، دورة اللجنة المركزية للحزب بحالة أزمة حيث لم يهضم إقصاء الصندوق له، وراح يفتح ترشيحات لمنصب الأمانة العامة، في وقت زكّت فيه الأغلبية مكتبا برئاسة لتسيير الحزب إلى غاية عقد دورة قادمة للجنة المركزية، وانتخاب أمين عام جديد للحزب. على العكس مما كان متوقعا، وفي سياق مغاير تماما للتصريح الذي أدلى به الأمين العام السابق للأفلان، بعد أن أقصاه الصندوق وبأنه خرج مرفوع الرأس من الحزب، عاد مرة أخرى للعب أوراق جديدة، وقام أنصاره بإيعاز منه بتنصيب لجنة ترشيحات للأمانة العامة، الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا المعارضة التي توسع عددها أكثر بعد إجراء سحب الثقة وميل الكفة لصالح معارضي بلخادم، قبل أن يغادر الأخير فندق الرياض، ظهيرة أمس، قائلا إنه لن يترشح مجددا ولن يكون سببا في تكسير الجبهة. ووجد أنصار الأمين العام المواد القانونية للعب عليها، متمثلة في نص المادة 9 من النظام الداخلي لفتح باب الترشيحات وانتخاب أمين عام جديد، وهو ما رفضته المعارضة الممثلة في أعضاء اللجنة المركزية للحزب، باعتبار أن الدورة عادية وليست استثنائية حتى يتوجه إلى هذه الآلية. ثم سارع أعضاء المكتب المنصب بعد سحب الثقة من الأمين العام، وهم أحمد بومهدي، مدني حود، صليحة لارجان، علي مرابط وأحمد بناي، في وقت تغيب ثلاثة آخرين، إلى عقد ندوة صحفية في فندق الرياض، أجمعوا خلالها أنهم يرفضون الطريقة التي يريد بها الأمين العام المسحوب منه الثقة بعده، واعتبروا في تصريحاتهم المشتركة أن لجنة الترشحيات التي نصبها باطلة وغير قانونية، وأضافوا أن المادة التاسعة التي استند إليها من أجل فتح هذا الباب المتصل بالترشحيات لمنصب الأمانة العامة هو شذوذ، باعتبار أن الاحتكام إلى المادة التاسعة يكون حال الدورات الاستثنائية وليس العادية. وقال بومهدي، في كلمته إن الأمور بالنسبة للمكتب المكلف بتسيير الدورة المفتوحة للجنة المركزية محسومة ولا مجال لأية مغالطات أخرى، محذرا من جر المناضلين إلى الانشقاق والانفصال إلى طرفين بعد أن تمت تسوية حالة الفوضى والنزاع التي خلقها بلخادم طيلة سنوات تسيره للحزب في جو قانوني وبطريقة ديمقراطية، وبحضور الجميع دون إقصاء. وأضاف أن جميع من يوجدون في المنصة الآن ويريدون الحديث باسم اللجنة المركزية لا يمتلكون أية شرعية، لأنه لا يمكن الرجوع عن أمور حسم فيها المناضلون بطريقة شفافة. علي مرابط، شبه بلخادم وجميع الخرجات التي يقوم بها للبقاء في المنصب بواسطة فتح الترشحيات لمن يريدهم، بما كان يقع في اللجان الشعبية أيام الرئيس السابق معمر القذافي. ودعا مدني حود بلخادم إلى استخلاص العبر من قادة الأحزاب السياسية الأخرى الذين تنازلوا عن أنانياتهم السياسية، حفاظا على مصلحة الحزب ووحدة صف المناضلين، واستشهدوا بما قام به الأمين العام السابق للأرندي أحمد أويحيى الذي تنحى بشرف. شريفة عابد المكتب السياسي سيسير الأفلان ل 20 يوما بلعياط وزحالي لقيادة مرحلة انتقالية رفعت أشغال دورة اللجنة المركزية التي عرفت سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم، مفوضة المكتب السياسي في شخصي الأكبر والأصغر سنا لتسيير الوضع إلى غاية الدعوة لدورة طارئة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد في أجل أقصاه عشرين يوما. وقد استند هؤلاء الموالون سابقا لبلخادم على المادة التاسعة من القانون الداخلي للحزب، ليكلف بعدها كل من عبد الرحمن بلعياط عضو المكتب السياسي المكلف بالتكوين باعتباره الأكبر سنا، وعبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب باعتباره الأصغر سنا لتسيير المرحلة الانتقالية.