غيّبت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، في سابقة من نوعها، الجزائر وتجاهلتها في اجتماعها الذي عقدته، مساء أول أمس، بكيدال ومختلف مناطق إقليم الأزواد، في وقت حرصت فيه على الاجتماع بجنرال فرنسي عرضت عليه مقترحاتها وأهدافها المشتركة في طرد الإرهابيين، مقابل تمكينها من الاستقلال الذاتي، ومواصلة مفاوضاتها مع الحكومة المالية. وحسب مصادر ”الفجر”، فإن مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد اجتمعوا، أول أمس، بجنرال فرنسي على مستوى منطقة كيدال التي زحفت عليها الطائرات الفرنسية، وباشرت قصف جبالها التي تؤوي الجماعات الإرهابية باستغلال المعلومات التي قدمها الأزواديون العارفون بخبايا المنطقة، كما اجتمع مقاتلوها موازاة مع ذلك في عدة مناطق في إقليم الأزواد، بما في ذلك الخليل الحدودية مع الجزائر والتي أعادت السيطرة عليها. وترأس الاجتماع زعيم القبائل الأزوادية، الشيخ انتالا آغ الطاهير، المنحدر من قبيلة أفوغاس، أقوى قبيلة بالمنطقة، والذي يحظى بمكانة واحترام كبيرين حتى من جماعة أنصار الدين التي لا يزال يدعوها إلى الانخراط في المشروع الوطني، والكف عن مساندة الجماعات الإرهابية، كون أغلب المنتمين إليها ينحدرون من قبيلته. وسبق أن حاول الجمع بين الحركتين إلا أنه فشل مع إصرار إياد آغ غالي على التحالف مع القاعدة، حفاظا على مكانته في قيادة حركة أنصار الدين، وعرض أنتالا جملة من الشروط على ممثل السلطات الفرنسية، على رأسها تمسك الحركة باستقلالها الذاتي، وحملها على كسب اعتراف وشرعية المجتمع الدولي، والبحث عن حل سلمي للمسائل العالقة بين دولة الأزواد المنشودة ودولة مالي، بما يخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم، ويضمن حسن الجوار بعد إجبارها على احترام حق الشعب الأزوادي في الحياة وحقه في تقرير مصيره. كما شدد على حق الحركة الوطنية الأزوادية في ممارسة كافة أشكال النضال المشروعة، السياسية والفكرية والاقتصادية بغية تحقيق حلم الحرية. وأفادت مصادرنا بأن الحركة تجاهلت الجزائر التي تجنبت استشارتها في الوضع، والمستجدات لصالح الجانب الفرنسي الذي يبدو أنه أخذ مكانها، وحرصت على تغييبها عن الاجتماع الذي عقد في حدود الساعة الثالثة من مساء أول أمس.