تابعت باهتمام الحوار الذي أجراه الصديق أسامة وحيد مع الشيخ عبد الفتاح حمداش رئيس حزب الصحوة السلفي غير المعتمد لبرنامج بكل موضوعية عبر قناة ”النهار” الإخبارية الجزائرية... شدني إصرار الشيخ على تأسيس حزبه باعتباره سيكون وعاء لأعداد هائلة من المواطنين الذين يحملون نفس الفكر ويؤمنون به... لكن الشيخ وأثناء الحديث ظل يردد عبارة الدعوة... أي التمكين للدين ولنهج السلف الصالح والسعي إلى نشر تعاليم الإسلام السمحة والاحتكام إليها بين أفراد المجتمع الجزائري... وإذا كنت شخصيا ضد اعتماد الأحزاب على أساس ديني أو عرقي أو لغوي فإنني بالمقابل أرى أنه لا ضير من إنشاء جمعيات خيرية دعوية غير سياسية تنشط في العلن وتقيم تجمعاتها الكبرى بتراخيص من وزارة الداخلية ولم لا حتى الاستفادة من إعانات الدولة... لأن السلفية مثلا في الجزائر أمر واقع وهي قبل هذا وذاك فكر ونهج ديني يتبناه كثير من الجزائريين والحجر عليهم أو حظر نشاطاتهم والتصادم معهم قد تكون له تداعيات سلبية على الدولة و المجتمع... ويحق لأجهزة الدولة المختلفة استعمال ترسانتها الإعلامية ومرافقها المتعددة وخبرائها من أئمة ورجال دين أن تدافع عما تراه لائقا بالمجتمع الجزائري دون قمع أو إسكات للأصوات الأخرى ومن هنا فإن البقاء لن يكون إلا للأقوى والأصلح... قلت ما قلت حتى لا يضطر الشيخ عبد الفتاح حمدان إلى إنشاء حزب سياسي من أجل فرض رأيه على الشعب حين يصل إلى سدة الحكم... إن كان التمكين لدين الله هو الهدف فليكن من خلال النضال في جمعية دينية وكفى المؤمنين شرّ انتظار الاعتماد...