النهضة تحمل مشروعا تسلطيا وتتصرف وفق منطق غنائم حرب أفاد محمد الإبراهيمي، رئيس حزب الشعب بالتونسي، أن اتهام الجزائر بقتل المناضل شكري بلعيد من طرف أفراد من النهضة، تحليل سخيف، مضيفا في لقاء خاص ل”الفجر” بالمجلس التأسيسي، أن اغتيال بلعيد سببه تنظيرات راشد الغنوشي ومنابره الدينية التكفيرية، وحذر الإبراهيمي من حرب أهلية بتونس خاصة مع انتشار السلاح والجهاديين السلفيين وتفشي الأوضاع بالحدود مع ليبيا. تفاجأنا ونحن داخل هذا المجلس الموقر (الحوار تم الخميس صباحا) بتوجيه اتهامات للجزائر باغتيال المناضل شكري بلعيد، على أي أساس اسندت هذه التهم للجزائر، في نظركم ؟ اتهام الجزائر باغتيال المناضل شكري بلعيد كما تداولته بعض الألسنة في 48 ساعة الأخيرة، تحليل سخيف وبهتان باطل، فالجزائر لها مصلحة كبرى في أمن واستقرار تونس ومن غير المعقول أن يلهب النظام الجزائري نارا تحترق عند مدخل بيته. من المسؤول عن هذه الاتهامات وما تأثيرها على العلاقات الجزائريةالتونسية مستقبلا ؟ أعتقد أن المسؤول عن هذه الاتهامات تجاه الجزائر بالضلوع في اغتيال شكري بلعيد هو حركة النهضة الحاكمة. وتبقى هذه الاتهامات بلا تأثير، لأن الخارجية التونسية التي تديرها حركة النهضة فاشلة بامتياز في علاقتها مع الجزائر والدول العربية عموما باستثناء قطر، وجاءت هذه الاتهامات للشقيقة الجزائر؛ لتؤكد ذلك، لكن نعتقد نحن في حزب الشعب، أن الجزائر قادرة على التميز بين تونس النهضة وتونس الشعب بكل مكوناته. وأنتم في حزب الشعب لمن تحملون مسؤولية الاغتيال السياسي لشكري بلعيد ؟ نحن بكل وضوح في حزب الشعب وأنا أمينه العام، نحمل مسؤولية يد الغدر التي طالت شقيقنا شكري بلعيد لحركة النهضة وأحزاب الحكومة، فاغتيال بلعيد، وأنا مسؤول عن كلامي، جاء نتيجة تنظيرات راشد الغنوشي الداعية إلى التدافع السياسي؛ حيث يعلم الكل ويتحمل الجميع مسؤولية صمته، أن زعيم النهضة حمل الشهيد بلعيد مسؤولية الاحتجاجات الاجتماعية ومسيرات الكرامة، وذكر هذا حرفيا على لسان وزير الداخلية علي لعريض، القيادي أيضا في حركة النهضة، هذا بالإضافة إلى أن المنابر الدينية التي تسيطر عليها النهضة كفرت شكري بلعيد أكثر من مرة، لذلك لا يهم من نفذ المهمة القذرة باغتيال شكري بلعيد بقدر مايهم من وفر المناخ لاغتياله. عبر حزبكم عن احتجاجه حول كيفية إدارة أزمة الاحتقان السياسي في تونس، أين يكمن الخلل في رأيكم ؟ نعم عبرنا عن سخطنا لإدارة أزمة الاحتقان السياسي والتأخر في إيجاد بديل وحل مشكل العنف، فالفشل الذي آلت إليه عجلة التغيير في تونس اليوم، جعلنا غير راضين عن أداء الحكومة فهذا الفشل هو فشل خيارات أحزاب الترويكا. والسبب الرئيسي في الفشل وحالة الانسداد على جميع المستويات تتحمله حركة النهضة التي تحكم البلاد، فالنهضة أثبتت بعد سنة ونصف من حكمها لتونس أنها تفتقر لمشروع إصلاحي واجتماعي بقدر ما تتمسك بمشروع تسلطي، فلذلك هي ترى أن ما حققته من مكتسبات انتخابية على أنه غنيمة حرب تتقاسمه مع شركائها السياسيين على أن تأخذ هي الجزء الأكبر وتجود على باقي الفعاليات السياسية بالشيء القليل، هذا المنطق هو أحد الركائز التي قامت عليها الترويكا بين الغنوشي ومصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي، لذلك جاء رئيس الحكومة حمادي الجبالي بمقترح التدوير الوزاري لإنهاء هذا التوجه لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. ما هو موقف حزب الشعب من مقترح الوزير الأول حمادي الجبالي ؟ مقترح الوزير الأول بتدوير وزاري جاء متأخرا ونجاحه متوقف على توفر العديد من الشروط في مقدمتها غطاء سياسي واسع وألا يستدعي وجوه نظام بن علي للاستوزار وأن تكون لهذه الحكومة أجندة واضحة، خاصة في الشق الاقتصادي والاجتماعي، كما يجب على الحكومة المقبلة إلزام الإدارة بالحياد عن أي وصاية سياسية. يرى متابعون أن سبب الاحتقان السياسي في تونس سببه أيضا التدخل الأجنبي، ما مدى صحة هذه المزاعم أن صح التعبير ؟ الربيع التونسي وضع حدا لهيمنة بن علي على تونس وخيراتها وحرياتها، وقد كان من صنع الجبهة الداخلية لأبناء تونس، وهذا لا غبار عليه، لكن عدم استقرار تونس يخدم مصالح قطر والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، لذلك لا يستبعد أن يكون للتأثير الأجنبي دور في الانسداد التونسي اليوم. قلتم منذ قليل في قبة المجلس أن تونس على وشك حرب أهلية، ما هي المؤشرات التي تتكئون عليها في توقعاتكم ؟ نعم؛ قلت ذلك وأنا مسؤول عن كلامي، فتونس على وشك حرب أهلية مثلها مثل ما يحصل في مالي اليوم ولدينا أكثر من مؤشرات منها انتشار السلاح بشكل مكثف، وجود الجماعات الإرهابية وإخفاقات حركة النهضة وتمسكها بالحكم مهما كان الثمن، بالإضافة إلى تدهور الوضع على حدودنا مع ليبيا والأزمة الاقتصادية في البلد، وغيرها من الأسباب.. كل هذه مؤشرات تدفع يوما بعد آخر إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها وتفتح شهية التدخل الأجنبي.