كشف، رئيس الوزراء التونسي المكلف بتشكيل حكومة علي العريض، أنه تم التعرف على مرتكبي جريمة قتل المعارض التونسي شكري بلعيد، وأوضح أن الوحدات الأمنية تقوم حاليا بملاحقة اخر في حالة فرار، مشيرا إلى الموقوفين والجاني الهارب ينتمون إلى التيار الديني المتشدد. وذكر العريض في مؤتمر صحفي عقده، أمس، أنه تم إيقاف 4 مشتبهين بحادث الاغتيال، اعترف أحدهم بوجوده مع الجاني لحظة وقوع الجريمة، كما أوضح العريض أن التحقيقات سرية وأن الكشف عن الجناة سيعزز ثقة المواطنين في الدولة ومؤسساتها واعتبره ردا عمليا على كل الاتهامات الموجهة لها. يضع انتماء المشتبهين المعتقلين إلى التيار السلفي، حسب ما أوردته مصادر الشرطة، روح ثورة الياسمين في قفص الاتهام من جهة ويؤكد صحة توقعات المعارضة من جهة أخرى، حيث تشير مصادر الشرطة إلى أن القاتل المفترض كان ناشطا في الرابطة الوطنية لحماية الثورة بإحدى الضواحي الشعبية لتونس القريبة من قرطاج. وفي انتظار تقديم معلومات وتفاصيل أكثر عن ملابسات مقتل شكري بلعيد التي تصنع حديث الشارع التونسي، وتخلق حراكا شعبيا لا يزال متمسكا بضرورة الإسراع في حل لغز اغتيال المناضل اليساري بلعيد، كما فجرت القضية أزمة سياسية غير مسبوقة في تونس منذ ثورة 2011 دفعت إلى استقالة رئيس الوزراء حمادي الجبالي وخلفه علي العريض الذي أعلن الأسبوع الماضي، خلال تكليفه بتشكيل حكومة جديدة اعتقال مشتبه بهم في مقتل بلعيد. كما حملت عائلة بلعيد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة مسؤولية مقتله الأمر الذي تنفيه الحركة، ولا تزال المعارضة التونسية متمسكة باتهاماتها حيث اتهمت مرارا رابطة حماية الثورة بالتخطيط لهجمات على معارضين أو جمعيات بهدف ترهيبهم، حيث يشتبه بضلوع عناصر من الرابطة بمقتل منسق لحزب معارض في تيطاوين بالجنوب خريف 2012، وتنفيذ هجوم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة شهر ديسمبر من السنة الفارطة، كما يوجد التيار السلفي الجهادي في قفص الاتهام بتنفيذه هجوما على سفارة الولاياتالمتحدة شهر سبتمبر الذي أودى بحياة أربعة أشخاص، وهي الأزمة التي تضاف إلى سلسلة التحديات التي تواجه تونس حيث لم يستطع المجلس الوطني التأسيسي التوصل إلى وضع نص دستور جديد متفق عليه يمهد لإجراء انتخابات جديدة رغم المناقشات التي امتدت الى 16 شهرا. في سياق آخر، يواصل رئيس الوزراء التونسي علي العريض المكلف بتشكيل الحكومة التونسية، استشاراته مع رؤساء الأحزاب السياسية، حيث استضاف العريض، صباح الثلاثاء، رئيس الحزب الجمهوري المعارض أحمد نجيب الشابي بعد أن التقى مساء الإثنين، الباجي قايد السبسي الذي كان رئيس وزراء ما بعد الثورة ورئيس حركة ”نداء تونس” المعارضة.