دفعت القرارات الأخيرة التي اتخذتها أمريكا بشأن تقديم دعم للمعارضة السورية وتضارب المقترحات بين القوى العالمية تجاه القضية السورية، الرئيس السوري بشار الأسد إلى اتهام بريطانيا بتسليح الإرهابيين في بلاده وعرقلة الحوار بين النظام والمعارضة السورية. تصريحات الأسد خلال جاءت خلال مقابلة تلفزيونية مع صحيفة “صنداي تايمز” أعقبت إعلان الخارجية الإيرانية بقاء الأسد كرئيس شرعي لسوريا إلى غاية انتخابات 2014 التي سيدخل فيها سباق من جديد، وأضاف الأسد أن بريطانيا اشتهرت بلعب دور غير بناء في منطقة الشرق الأوسط، وطالب الحكومة البريطانية التصرف بعقلانية ووقف دعمها للمعارضة. وجاء رد الأسد عقب قرار حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رفع حجم المساعدات المقدمة للمقاتلين المعارضين لنظام الأسد، وتأييدها رفع الحظر الأوروبي المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا بغية التمكن من إرسال معدات عسكرية إلى المعارضة وتوسيع دائرة القتال على الأراضي السورية والاستمرار في إراقة دماء السوريين، وأكد الأسد أن الاتصالات مقطوعة بين دمشق ولندن منذ وقت طويلة، وطالب الأسد بالضغط على كل من تركيا، قطر والسعودية للتوقف عن تزويد الإرهابيين بالمال والسلاح باعتباره مفتاح وقف العنف في سوريا، وحذر الرئيس السوري من تداعيات التلاعب بالأزمة السورية سائر أنحاء الشرق الأوسط، وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في منتصف فيفري قد قرروا تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الأسلحة. وتزامنت تصريحات الأسد مع سعي الأممالمتحدة لتسهيل الحوار بين النظام السوري والمعارضة، إثر لقاء جمع بان كي مون والموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أول أمس، بسويسرا في إطار اجتماع سنوي بين الأمين العام والممثلين والموفدين الخاصين للأمم المتحدة في 30 مهمة دبلوماسية أو بعثة لحفظ السلام في العالم، حيث جاء في بيان مشترك لبان كي مون و الابراهيمي أن لقاءهما ناقش التصريحات الأخيرة للحكومة السورية والمعارضة، وأن الأممالمتحدة مستعدة لتسهيل جمع الأطراف السورية المتنازعة على طاولة مشتركة للحوار. وتستمر المواجهات بين القوات النظامية والجيش الحر حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت 8 أيام في بلدة خان العسل في ريف حلب. من جانبها غلقت السلطات العراقية امس حتى إشعار آخر معبر ربيعة الحدودي مع سوريا المقابل لمعبر اليعربية السوري الذي شهد خلال اليومين الماضيين معارك ضارية بين الجيش السوري وبين الجيش السوري الحر.