كشف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن حركة طالبان الأفغانية والولاياتالمتحدة تجريان محادثات تستضيفها قطر، فيما نفت الحركة جلوسها إلى طاولة الحوار مع أمريكا. صرح كرزاي أن زعماء كبار في طالبان وأمريكيون يجرون محادثات في قطر بشكل يومي، كما تسعى حكومة كابول جاهدة لكسب جلوس طالبان إلى طاولة الحوار قبل انسحاب أغلب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة مع نهاية 2014، خاصة بعد سلسلة التفجيرات التي أسفرت عن مقتل 15 مسلحا من طالبان وجرح 12 آخرين في عمليات مشتركة نفذتها القوات الأمنية الأفغانية وقوات المساعدة الدولية في أفغانستان ”إيساف” خلال الساعات ال 24 الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد. من جهتها، كذبت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، أن تكون الحركة قد جلست لإجراء محادثات مع واشنطن، مشيرة إلى أنها لم تعقد أي لقاء مع الأمريكيين منذ توقف المحادثات بينهما قبل نحو سنة كاملة، بسبب اتهام طالبان الولاياتالمتحدة بإعطائها إشارات متضاربة بشأن المصالحة الأفغانية الوليدة بالبلاد، فيما شددت الحكومة الأمريكية في عديد المرات التزامها بالحل السياسي الذي يضمن عودة المحادثات بين الطرفين، مشيرة إلى أن إحراز التقدم بينهما يتطلب الاتفاق بين الحكومة الأفغانية والمتمردين، كما يسعى دبلوماسيون أمريكيون إلى توسيع المحادثات التمهيدية مع طالبان والتي بدأت سرا في ألمانيا بنهاية عام 2010، بعد أن عرضت طالبان فتح مكتب تمثيلي لها في قطر. تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الأفغانيين لم يسبق لهم أن عقدوا مباحثات مباشرة مع قيادات حركة طالبان الذين أطاح ائتلاف دولي بقيادة أمريكا بحكمهم عام 2001، لكن الحركة أثبتت قدرتها على الصمود بعد صراع مع القوى الغربية دام أزيد من عشر سنوات. وينتشر في أفغانستان حاليا حوالي 66 ألف جندي أمريكي إلى جانب 37 ألف عسكري من التحالف الدولي و352 ألف شرطي وعسكري أفغاني، وسيغادر أكثر من نصف الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 34 ألف رجل أفغانستان من الآن إلى غاية فيفري من سنة 2014.