يشهد مشروع التحويلات الكبرى للمياه، أوما يسمى ب”مشروع القرن” بمنطقة الهضاب العليا، تأخرا كبيرا في الإنجاز، حسبما أكدته المصادر التقنية المكلفة بمتابعة المشروع، ما يؤجل موعد تسليمه إلى غاية 2014 بعدما كان مقررا أن يكون ذلك قبل نهاية العام الجاري، وهو ما يجعل - حسب المتتبعين للشأن التنموي - أحد أكبر المشاريع التي أشرف على وضع حجر أساسها رئيس الجمهورية مهددا هو الآخر بالفشل. أكدت مصادرنا من الفريق التقني المكلف بالمتابعة للمشروع المذكور أنه يشهد تأخرا فادحا، وبالتالي من المستحيل أن يتم تسليمه كما جاء في دفاتر الشروط التي تؤكد - حسبهم - انتهاء معظم العمليات ضمن مشروع التحويلات الكبرى خلال السنة الجارية، أين سيتم تمديد الآجال إلى إشعار آخر، الأمر الذي يرهن سبل الاستفادة الحقيقية من هذا المشروع، والذي قد يتعرض - حسب ذات المصادر - لمصير مجهول، كون تجسيد المشاريع بنجاح مرهون بالمدة المحددة وفق ما جاء في دفاتر الشروط و توافق عملية الإنجاز مع الدراسة التقنية بكل محتوياتها، في حين أرجعت الشركات المكلفة بالإنجاز التي هي في الغالب صينية وإيطالية ويابانية أسباب التأخر إلى التضاريس الصعبة التي تمتاز بها منطقة الهضاب العليا، إلى جانب بعض العراقيل التقنية الأخرى والتي لها علاقة بالإدارة الجزائرية. في حين يرى المتتبعون للشأن التنموي أن هذه الأعذار غير مقبولة، كون أن الإدارة وفرت كامل الإمكانيات الضرورية قصد تثمين المشروع وإنجاح أشغاله. وأشار مصدر من مديرية الري أنه لن يستلم نهاية العام الجاري بل سيتم تسليمه بشكل نهائي مع نهاية سنة 2014، ما يعني أن المشروع سيعرف تأخرا حقيقيا يتمنى الجميع ألا يتعدى السنة الإضافية الموضوعة. وتجدر الإشارة إلى أن التحويلين المائيين الضخمين اللذين يتم إنجازهما بولاية سطيف على مستوى الجهة الشرقية والغربية بسد ذراع الديس والموان بتكلفة مليون دولار، يضمن 100 ألف منصب شغل دائم في مجال الفلاحة، بتحويل حجم مائي قدره 313 مليون متر مكعب إلى ولاية سطيف انطلاقا من سدي إيراڤن وإيغيل المتواجدين بكل من ولاية جيجل وبجاية، والمستعملين حاليا في إنتاج الطاقة الكهربائية. وهو إنجاز في حال نجاحه سيسمح بمواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة برمتها وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين من جهة، من خلال تحسين تزوديهم المستمر بدون إنقطاع بالمياه الصالحة للشرب على مدار الساعة، ومن جهة أخرى سقي ما يزيد عن 36000 هكتار من الأراضي الزراعية بالمنطقة. كما يبرمج إنجاز سد مائي آخر بمنطقة “تابلوط” بولاية جيجل بسعة 214 مليون متر مكعب، إضافة إلى سد مائي بالمنطقة المعنية بالمشروع بذراع الديس بلدية تاشودة، ولاية سطيف، بسعة 137 مليون متر مكعب، إضافة إلى إنجاز خمسة محطات ضخ باستطاعة تقدر ب115 ميغاواط. أما قنوات التحويل التي ستستعمل لإيصال المياه المراد تحويلها فهي بطول يتعدى 82 كلم وبقطر 1800 ملم من الفولاذ الصلب وصولا إلى السدين المذكورين، وسيستفيد منه ما يزيد عن 26 تجمعا سكانيا. وتؤكد النظرة الاستشرافية أن عدد المواطنين الذين سيستفيدون من هذا المشروع سيقارب 11 مليون في حدود سنة 2040، وكذا سقي ما يربو عن 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.