تعيش أزيد من خمسين عائلة بالعمارات المسماة ”الطليان”، في سيدي بلعباس، خطر الإصابة بأمراض السرطان الناجمة عن مادة الأميونت التي تحتويها هذه السكنات الجاهزة، والتي تم تشييدها منذ أزيد من أربعين سنة. العمارات المذكورة، والموزعة بكل من حي الضاية وحي بوعزة الغربي، أضحت - على لسان المختصين - غير صالحة للسكن بعد انقضاء عمرها الإفتراضي. وهو ما يؤكده سكانها الذين ضاقوا ذرعا من العيش داخلها بسبب تفاقم حالات الإصابة بالحساسية لدى معظمهم، خاصة فئة الأطفال، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة بها صيفا وانخفاضها شتاء، بالإضافة إلى أخطار الإصابة بأمراض السرطان التي تسببها مادة الأميونت الناجمة عن جدرانها التي لا يتجاوز سمكها 15 سم، والمحشوة بمادة القطن الاصطناعي المتوفر على مادة الأميونت. وأكد العديد من الأخصائيين أن مادة الأميونت أضحت تهدد قاطني هذه السكنات الجاهزة التي شيدت لفترات محددة من الزمن لا تتجاوز 25 سنة، لكن السكن بها طول هذه الفترة أضحى يتسبب في تسربات هذه المادة الخطيرة التي تبدأ في التحلل والانتشار عبر طبقات الهواء بسرعة رهيبة، وهو ما يضاعف خطورتها على صحة الإنسان، حيث يصبح المقيم بهذه السكنات عرضة لأمراض خطيرة كالحساسية والربو المزمن ومرض السل الخطير المعدي والسرطان. لذا يطالب قاطنوها بترحيلهم في أقرب الآجال، خاصة أنهم تلقوا معلومات تفيد سعي السلطات المسؤولة لهدم التجمعين السكنيين الواقعيين بحيي باب الضاية وبوعزة الغربي. بعد ترحيل قاطنيهم إلى سكنات لائقة مع استغلال الأرضيتين لإنجاز مشاريع أخرى، وهو الأمر الذي دفع هؤلاء إلى مناشدة السلطات المحلية الإسراع في التحرك من أجل احتواء هذا الخطر الذي يهدد سكان المجمعين.