انتقلت حمى احتجاجات التي انطلقت في ورڤلة إلى أقصى الحدود الجنوبية بعدما خرج شباب برج باجي مختار في وقفة تنديد واحتجاج على ما أسموه بتهميش المسؤولين لهم ولمنطقتهم وحرمانها من فرص التنمية، والأهم تعقيد أحلام الشباب الذين ضاقوا ذرعا من طول انتظارهم لمناصب الشغل، وأعيتهم كثرة مطالبهم المرفوعة والتي لم تقنع السلطات بجدواها. اعتصم أمس، عشرات الشباب ببرج باجي مختار أمام مقر البلدية احتجاجا على الوضعية الكارثية التي يتواجدون عليها بسبب ما اعتبروه تهميشا في حقهم، مطالبين بقرار جدي ينتشلهم من معاناتهم التي طال أمدها، وأضحت تثقل كواهلهم خاصة فيما يتعلق بالشغل والسكن، وشددوا على إلزامية النظر إلى مشاكلهم الكثيرة والسعي إلى إيجاد حلول لها. وعبّر الشباب عن كامل سخطهم من اللامبالاة التي تسلط عليهم لكونهم يقطنون في أقصى الحدود مقارنة بآخرين على الأراضي الجزائرية، ورفعوا جملة من الشعارات منها ”زيادة حصص السكن” و”الأولوية لشباب المنطقة”، ”اليد في اليد لبناء برج الغد”، كما طالب شباب المنطقة في بيان لهم تحصلت ”الفجر” على نسخة منه بتمكينهم من مناصب الشغل ومسابقات التوظيف، وعقود الإدماج وما قبل التشغيل، وإنشاء مراكز تجارية وأسواق جوارية، مع بناء سكنات خاصة للعجزة والمعوزين الذين دخلوا الأراضي الجزائرية بعد الأزمة المالية، وغلق الحدود الجزائرية المالية، وأضحوا بلا سكن رغم أنهم جزائريو الجنسية. كما لم ينس الشباب التنويه بضرورة تمكينهم من قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية، والطريق التي اعتبروها من الأساسيات، مع فتح وكالة بنكية ومراكز فرعية للبريد والمواصلات، مع دعم مراكز التكوين المهني، إلى جانب فتح مركز التعليم عن بعد وإجراء امتحان البكالوريا بالمنطقة وعدم التنقل على مسافة تزيد عن 800 كلم إلى مقر الولاية والطريق المؤدي إليها عبارة غير معبدة. من جهة أخرى ندد سكان البرج بارتفاع أسعار المواد الغذائية رغم أن الدولة تدعم نقلها إلى أقصى المناطق الحدودية في الوطن، وكذا ارتفاع تسعيرة النقل برا وجوا. ودعوا في سياق آخر إلى تشجيع الزوايا والمدارس القرآنية وتحفيز الطلبة والتلاميذ المتفوقين، مع زيادة عدد الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، وكذا بناء مراكز صحية جوارية وعيادات وزيادة عدد الصيدليات لمحاربة الأمراض والأوبئة خاصة المتنقلة في الصحراء، وزيادة حصص المنطقة من مناصب الشغل الدائمة والإدماج وعقود ما قبل التشغيل. وهدد الشباب المحتج بمسيرة كبيرة في الأيام القليلة القادمة تمت برمجتها للثالث من أفريل في حالة تجاهل مطالبهم المرفوعة، وعدم حل مشاكلهم التي تزداد تراكما مع مرور الزمن.