مصر تشارك لأول مرة في مبادرة مساندة الصحراويين أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أن الجزائر لم تكن يوما طرفا في النزاع الصحراوي وليس لها أية مطالب ترابية أو رغبة في الاستفادة من الصراع بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، في وقت شدّد فيه ممثلو البرلمان الفرنسي على ضرورة نقل معاناة الشعب الصحراوي للفرنسيين خاصة بعد الرد غير الفاصل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي انتظر خمسة أشهر ليجيب بغموض على رسالة تمّ توجيهها إليه. اعتبر ولد خليفة، أمس، خلال كلمة الافتتاح بالمجلس الشعبي الوطني على اليوم الدولي حول ”حق الشعوب في تقرير المصير: عامل للسلم والتنمية”، أن اللائحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لمجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء الغربية أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الطبقة السياسية والحكومة المغربية، ومهما كانت التعديلات وضغوط المصالح وخاصة بين بلدين معروفين بمواقفهما غير المحايدة، فإنها إنذار قوي لسلطات الاحتلال. وأضاف ولد خليفة أن ”حق الشعوب يتمثل في تقرير المصير الذي هو أساس السلم والتنمية، فلا سلام في منطقة تفتقد للسلام، وتعيش فوق بركان لا تعرف متى ينفجر، ولا تنمية مستدامة في مناطق النزاع والحقوق المسلوبة”. وأشار ولد خليفة إلى أن الاعتراف بحق تقرير المصير كان نهاية المطاف لتحقق الجزائر حريتها وتستعيد سيادتها الوطنية، بعد تضحيات جسيمة ومواكب من الشهداء الأبرار، وكانت بذلك -يضيف- نموذجا للعديد من البلدان الإفريقية، وتابع بالقول ”كان الشعب الجزائري من المبادرين بفتح الطريق لشرعية تصفية ”الكولونيالية” في كل أنحاء العالم.. وإنه من المؤلم أن تبقى الصحراء الغربية آخر مكان مظلم في كل إفريقيا، حيث يكابد إخوتنا هناك أهوال الاحتلال والتعذيب والتشريد”. من جانبه، جدّد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، خاطري أدوه، امتنانه للجزائر التي تحتضن هذا الحدث الدولي، معتبرا أن هذا الأخير، يعكس دائما مبادئ الجزائر الراسخة في دعم الشعوب في تقرير المصير وانعتاقها من الاستعمار ونصرة الضعفاء، منوها إلى أن القضية الصحراوية مطروحة هذه الأيام على طاولة مجلس الأمن الدولي بكل إبعادها فالمداولات معمقة وتحمل تقارير هامة وأخرى استدل بها لتشكل زخما لمسالة تقرير المصير. وأشار محمد سالم برك الله، ممثل وزارة الخارجية للصحراء الغربية من جهته، إلى الدور الريادي للجزائر في مساندة القضية الصحراوية والتي اعتبرها بمثابة العمود الفقري للبلدان التي تقف وراء القضية. وأشار محمد سالم إلى ميزة هذا الملتقى الذي جمع كتلة العدالة والتنمية عن البرلمان المصري والتي قال إنها ستعطي للقضية الصحراوية دفعا جديدا، كما أبرز الدبلوماسي الصحراوي، أن جبهة البوليزاريو لازالت تناضل وعلى مدار 40 سنة إلى جانب المكسب الذي جاء به هذا الملتقى الذي حضرته 23 دولة. في حين أعرب بلالي القاسم، نائب بالبرلمان الموريتاني، باسم الشعب الموريتاني مساندته القضية الصحراوية التي هي ”قضية مبدأ” منوها إلى ضرورة تكريس مبدأ الحوار حول حرية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتحقيق سيادته. من جهته، تعهد نائب بالبرلمان الفرنسي، إرفي فيران، بنقل معاناة الشعب الصحراوي للفرنسيين، حتى وإن كان لا يمثل الموقف الرسمي لفرنسا إلا أنه كمنتخب مجبر على إعلام منتخبيه بالحقيقة، مطالبا بضرورة العمل على توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهي الحقوق التي كانت فرنسا السباقة للدفاع عنها. وأشار إلى أن الرئيس نيكولا ساركوزي مارس مرتين حق الفيتو لمنع هذا الأمر، في وقت استغرق فيه الرئيس هولاند خمسة أشهر ليرد على رسالة وجهها البرلماني إليه في 31 أكتوبر من العام الفارط، وأجاب من خلال معاونه في 20 مارس، لكن دون توضيح لموقفه من القضية، مذكرا بأنه ومهما بلغت المصالح والضغوطات لا يمكن أن يعلى على حقوق الإنسان.