قاطع وفد حركة الإخوان المسلمين الأم المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم، الذي يختتم اليوم بانتخاب عبد الرحمن سعيدي أو عبد الرزاق مقري خلفا لأبو جرة سلطاني الذي اكتفى بمنصب رئيس مجلس الشورى، مع تعهد بالظفر بتزكية دخول الانتخابات الرئاسية 2014 إن قررت حمس المشاركة فيها، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة ل”الفجر” من داخل قاعة المؤتمر. وفقا للمصادر ذاتها، فقد غاب عن المؤتمر الخامس لحمس، الذي افتتح أمس الأول الخميس، وفد عن حركة الإخوان المسلمين بمصر، عكس نظرائهم بسوريا والأردن والمغرب، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن تونس تحت عباءة حركة النهضة كانوا يتقدمون الصفوف الأمامية للمؤتمر الذي احتضنته القاعة البيضوية بمركب محمد بوضياف الأولمبي. وكان هذا الغياب محل تساؤلات واستفهامات، خاصة وأنه يعطي انطباعا بالطلاق بين حركة حمس وتنظيم الإخوان العالمي بمصر، لاسيما وأن حمس منذ تأسيسها زمن الراحل محفوظ نحناح ظلت الممثل الشرعي لتنظيم الإخوان بالجزائر، وفي كثير من الأحيان كان يمتد إلى خارج الجزائر في منطقة المغرب العربي في الوقت الذي كانت أنظمة تونس والمغرب تمارس تضييقا على التيار السياسي الإسلامي هناك قبل بروز ما يعرف بموجة الربيع العربي الذي أوصل إسلاميي دول المغرب العربي إلى السلطة. كما لم يعرف عن حركة الإخوان الأم أي تخلف عن مؤتمرات حمس ومواعيدها السياسية الكبرى السابقة. وكانت حمس قد أوفدت دعوتين رسميتين إلى حركة الإخوان المصرية واحدة باسم المرشد العام الدكتور أحمد بديع، والثانية إلى حزب الإخوان ”الحرية والعدالة ” الذي يقود النظام المصري الجديد. وحاول قادة حمس التهوين من هذا الغياب، حيث قال أحد قيادييها ل”الفجر” إن ”الغياب لا يعني المقاطعة أو الطلاق”، مبررا الغياب بتجنب تنظيم الإخوان الحساسيات بين حمس وقيادات الأحزاب الذين انشقوا عنها، في إشارة إلى مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني. هذا وقد خيم ملف الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أفريل 2014 على توجهات الحركة التنظيمية والسياسية، ومن هذا المنطق أفضت الكواليس التي يعلن عن نتائجها رسميا اليوم إلى منح رئاسة مجلس الشورى إلى الرئيس الأسبق للحركة الشيخ أبو جرة سلطاني، مع تزكيته لخوض غمار الانتخابات الرئاسية القادمة إن قررت حمس المشاركة، فيما يعلن اليوم عن اسم الرئيس الذي سيتربع على عرش حركة حمس، والتي يتنازعها رئيس مجلس الشورى السابق عبد الرحمن سعيدي، أو نائب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري.