يتوقع خبراء ومحللون أمريكيون أن لا يطرأ تغير كبير في سلوك الناخبين الجزائريين خلال الرئاسيات المقبلة نظرا ل”تصحر” الساحة السياسية من معارضة فعلية و”عجز” البرلمان ، مشيرين إلى أن إصابة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بوعكة صحية أشعلت شرارة التكهنات لمرشحي انتخابات 2014. تحدث هيو روبرتس ، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعة تافتس بواشنطن عن صنع القرار في الجزائر قبل أشهر من بداية العد العكسي لدخول مرشحي الانتخابات المعترك الرئاسي قائلا ”لطالما بقيت المؤسسات الرسمية في الجزائر عاجزة بينما يتم اتخاذ القرارات بشكل آخر ، فلا يمكن أن نتوقع تغييرا كبيرا ودائم في سلوك الناخبين” على حد تعبيره. ومع ذلك ، عدم مبالاة الناخبين هو أحد العوامل التي تعوق التقدم السياسي في الجزائر ، حيث أعمال الحكومة تبقى ”مبهمة إلى الناخب العادي” يضيف في تصريح لوسائل إعلام أمريكية. من جانبه مارك تسلر ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميتشيغان ، أشار إلى ”تصحر” الساحة السياسية من معارضة حقيقية ، وحسب رأيه فإن ”الأحزاب الجزائرية لديها قوة ضئيلة أو معدومة ، في الواقع” ، ليشير في هذا الصدد الباحث الأمريكي روبرتس ”يتنافسون على مقاعد في البرلمان الذي ليس موضع حقيقي لصنع القرار”. وأضاف ”وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من الناخبين في الجزائر ، يفقدون اهتمامهم في التصويت”. أما تسلر فأكد أن المراقبين مهتمون بما سيحدث في الجزائر ، فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار ”أهمية الأمن والاستقرار لدى الجزائريين نظرا لأحداث العنف التي ضربت بلادهم قبل عشريتين”. وعرج روبرتس إلى خطوط الاتجاه من حيث الخلفاء المحتملين لبوتفليقة ، وبصرف النظر عن رئيس الوزراء السابق أحمد بن بيتور ”هناك شائعات بأن رئيس الوزراء السابق مولود حمروش وعلي بن فليس يكونان مهتمين بالترشح للرئاسة” ، إلى جانب ”احتمالات أخرى كترشح رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى”. من جانبه ، يقول جيوف بورتر مدير ”نورث افريكا ريسك كونسالتنج” المعنية باستشارات المخاطر في شمال إفريقيا ، إن أغلب الجزائريين يرغبون في عملية انتقال سلسة وشفافة. وأضاف ”نعم يريدون مرشحا يمتلك الحيوية والطاقة للتعامل مع مشكلات الجزائر الصعبة... لكنهم في الوقت نفسه يريدون شخصا يحدث انتقالا تدريجيا في النظام السياسي لا أن يربكه كلية”. وقال بورتر إن الجزائريين يدركون أنه لا يقدر على إحداث التغيير بالنظام إلا شخص متمرس من داخله يتمتع برصيد سياسي وتحالفات وشبكات دعم.