تتضارب تصريحات المسؤولين بشأن الدعوة لمؤتمر دولي لبحث الأزمة السورية، ففي الوقت الذي كثّفت فيه موسكوولندن جهود مشاوراتهما بهذا الخصوص وأعلنت روسيا في وقت سابق احتمال عقد الاجتماع قبل نهاية الشهر الجاري، عادت موسكو عن تصريحاتها واستبعدت إمكانية تحقيق ذلك في الوقت الراهن، مما يعمق جراح المجتمع السوري ويطيل عمر الصراع الذي لم يُستسغ له حل لحد الساعة. أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أمس، أن روسيا مستعدة للتعاون مع بريطانيا من أجل عقد مؤتمر خاص حول سوريا، مشيرا إلى أن موسكو تنتظر نتيجة المشاورات التي سيجريها ديفيد كاميرون مع المسؤولين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر أوشاكوف أن الجانبين الروسي والبريطاني اتفقا أثناء قمة الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون على الدفع بمسار الاجتماع الدولي المنتظر انعقاده في القريب العاجل كما ذكرت تصريحاتهم الإعلامية السابقة، لكن ما أكده مساعد الرئيس الروسي خالفه مصدر روسي آخر حضر المحادثات التي جمعت الطرفين، حيث استبعد هذا الأخير انعقاد مؤتمر دولي حول سوريا وفقا للاتفاق الروسي-الأمريكي الأخير قبل نهاية شهر ماي، مستشهدا بوجود الكثير من النقاط التي يختلف عليها الجانبان، وأوضح ذات المصدر أن لندنوموسكو لم تتفقا بشكل نهائي على الخطوط العريضة لحل الأزمة السورية، مضيفا أن نتيجة المشاورات الروسية البريطانية سيثمنها لقاء براك أوباما بجون كيري الاثنين المقبل، مشيرا في ذات الوقت أنه من المبكر القول أن هذا اللقاء سيكتمل بمؤتمر دولي. غير أن التصريحات المتناقضة بين كبرى الدول تؤكد مرة أخرى تباعد السياسات العالمية بشأن الصراع السوري، كما تثبت أن هذه الدول ليس لديها النية الجازمة لحل أزمة المنطقة في القريب العاجل، بالإضافة إلى أن الحديث عن مؤتمر دولي سابق لأوانه لأنه من المؤكد أن العديد من الصدامات ستمنع اكتمال هذه الخطوة، خاصة ما تعلق منها بالأطراف المخول لها المشاركة أو بالأحرى التي تملك الشرعية لتمثيل حقوق الشعب السوري، ضف إلى ذلك أنه من غير الواقع أن لا تشارك المعارضة في هذا المؤتمر الذي يخطط المجتمع الدولي لتنظيمه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستتمكن كبرى الدول جمع الإئتلاف السوري الذي لا تعترف به فصائل الجيش الحر مع ممثلي النظام على طاولة نقاش واحدة بعد فشل كل المحاولات السابقة؟ هذا ما سيتكفل الوقت بالإجابة عنه لأنه لاشيء واقعي، أمام الحقيقة الوحيدة الموجودة وهي استمرار الحرب السورية للسنة الثالثة على التوالي. من جهته صرح وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أول أمس، بأن اللاجئين السوريين في تركيا يخضعون لفحوصات طبية من أجل التأكد ما إذا كانوا قد أصيبوا بسلاح كيميائي، مؤكدا أن بلاده لا تملك أي أدلة تثبت أن المعارضة السورية قد استخدمت السلاح المحظور، كما أشار أوغلو أن الكشف عن النتائج النهائية سيتم في وقت لاحق، مضيفا أن السلطات التركية تنوي إجراء التحاليل لكل جريح سوري يدخل الأراضي التركية.