فتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس باب التصويت على مشروع القانون الذي أعدته قطر ودول عربية العام الماضين والقاضي بإدانة الحكومة السورية وتعزيز دعم المعارضة، حيث بقيت موسكو متمسكة برفضها للمشروع، فيما أعلن النظام رفضه المشاركة في مؤتمر ”جنيف” تحت ضغط مسبق. أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مشروع القرار حول سورية الذي طرح للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة غير موضوعي وأحادي الجانب، وجاء في بيان صادر أمس عن الخارجية الروسية ، أن المشروع النهائي للقرار لم يتغير كثيرا بعد إجراء مشاورات على الرغم من أن العديد من الدول أصرت على تغييره، وأوضحت الوزارة أن معدي هذا المشروع أجروا مشاورات على مستوى ضيق، كما أكد البيان أن مشروع القرار احتفظ بطابعه الأحادي الجانب وغير الموضوعي، بيتجاهله الوقائع في سوريا وتحميل الحكومة السورية فقط كامل المسؤولية عن زعزعة الوضع في البلاد، متجاهلا بذلك أعمال العنف الممارسة من قبل الجماعات المعارضة التي تستخدم وسائل الإرهاب، وقد صوت أمس أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين السلطات السورية ويعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض جهة يمكن أن تحل محل الحكومة السورية، وهو المشروع الذي أعدته قطر ودول عربية أخرى وترفض موسكو تأييده، حيث استبقت مصادر دبلوماسية غربية أن هذا المشروع لن ينال التأييد الواسع على الأرجح خاصة بعد ظهور العامل الإرهابي، وكانت 133 دولة قد أيدت القرار الذي صدر العام الماضي، علما أن أية دولة لا تملك حق النقض ”الفيتو” في الجمعية العامة. على صعيد آخر أعلنت دمشق رفضها أي نوع من الامتلاءات في المؤتمر الدولي الذي اقترحته موسكووواشنطن للتوصل الى حل للازمة السورية، وهو ما جاء في تصريحات تلفزيونية لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي قال في حديث لقناة ”الإخبارية” السورية أن سوريا لن تقبل أي شروط مسبقة للمشاركة في مؤتمر جنيف2 وأن أصدقاء البلد مثل روسيا وإيران لن يسمحوا بذلك خاصة وأنهما ابرز حليفين للأسد، خاصة وأن المؤتمر الذي اقترحته الأسبوع الماضي الثنائي موسكووواشنطن لبحث الحل السياسي والتوصل الى حل مماثل على أساس اتفاق جنيف الذي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة ولا يتطرق لمصير الرئيس السوري، الذي جدد النظام رفضه، حيث قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس الأول البحث في مستقبل الأسد الذي تنتهي ولايته العام المقبل، معتبرا ذلك مساس بالسيادة الوطنية، فيما تتمسك المعارضة بالخيار السياسي للازمة مع ضمان رحيل الأسد. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء ركزت على خطط عقد مؤتمر سلام دولي والموقف الروسي حيال الأزمة، وكشف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية أن الجانبان تبادلا الحديث عن نتائج المشاورات التي جمعت كيري مع المعارضة السورية ومسؤولين من بلدان ذات صلة بالشأن السوري وخططه للمشاركة في اجتماع يعقد في الأردن الأسبوع المقبل قبل المؤتمر الدولي في جنيف، وجاءت المحادثات في السويد بعد يوم واحد من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على موسكو كي توقف تسليح النظام السوري، وفي إطار تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية بشأن الأزمة السورية، يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما والمسؤولين الأميركيين.