قتل 43 عراقيا وجرح 232 آخرين في سلسلة واسعة من التفجيرات والهجمات بالأسلحة الرشاشة استهدفت مناطق متفرقة من العراق شمالا وجنوبا وغربا، إضافة الى العاصمة بغداد التي ستستقبل بعد أيام الزعماء العرب في قمة هي الأولى من نوعها بعد انسحاب الاحتلال الأمريكي نهاية سنة .2011 كان أخطر هذه التفجيرات وأكثرها إحراجا للحكومة العراقية ذلك الذي استهدف مبنى وزارة الخارجية العراقية الذي يقع على بوابة المنطقة الخضراء وغير بعيد عن مكان انعقاد القمة العربية رغم أن التفجير وقع في مرآب مقابل لمقر الوزارة. وسبق الانفجار قرب وزارة الخارجية انفجار آخر لسيارة مفخخة في منطقة العلاوي وسط بغداد التي تبعد مئات الأمتار فقط، تسبب بمقتل شخصين وإصابة ثمانية بجروح. كما سقط العشرات من القتلى والجرحى في كربلاء ذات الغالبية الشيعية في الجنوب وفي مدينة كركوك الغنية بالبترول في الشمال والتي يقطنها سنّة من العرب والأكراد وانفجارات أخرى في كل من الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، في محافظات الغرب ذات الغالبية السنّية على غرار محافظة صلاح الدين والرمادي وفي مدينة تكريت مسقط الزعيم الراحل صدام حسين وفي الموصل ذات الغالبية السنية التي ينحدر منها رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي. وفي مدينة كربلاء (جنوب بغداد) ذات الغالبية الشيعية خلف انفجاران 13 قتيلا من بينهم 5 إيرانيين وإصابة 48 آخرين من بينهم 6 إيرانيين، وفي مدينة كركوك شمالي العراق (أكراد وعرب سنّة) انفجرت سيارة ملغومة في مرآب تابع للشرطة خلّفت 13 قتيلا من عناصر الشرطة وإصابة خمسين شخصا بينهم 45 شرطيا. وتأتي هذه التفجيرات لتلقي ظلالا من الشكوك حول قدرة العراق على استضافة القمة العربية بنجاح بعد تأجيلها العام الماضي رغم أن الحكومة العراقية تحدثت عن إجراءات أمنية مشددة لتأمين العاصمة بغداد ومكان انعقاد القمة العربية. وفي هذا الصدد اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، أن تزايد التفجيرات الإجرامية ''يهدف إلى إفشال عقد القمة العربية''. وقال النجيفي أن تكرار مثل هذه الحوادث يهدف إلى إحباط التطلعات الهادفة إلى عقد المؤتمر الوطني والتقارب في وجهات النظر بين الكتل السياسية وإفشال عقد القمة العربية في بغداد وإبقاء العراق تحت طائلة العنف والدمار''. وطالب رئيس مجلس النواب العراقي ''الأجهزة الأمنية بكافة أقسامها ومسمياتها ببذل جهد أكبر وتخطيط أوسع لحماية الشعب العراقي وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت ممكن لينالوا جزاءهم العادل''. من جهته، دعا النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم استقالته. وقال الزوبعي في بيان صدر أمس إن ''الشهداء الذين يذهبون ضحية الخروق الأمنية بالإضافة إلى الجيوش من الأرامل والأيتام التي تخلفها تلك الخروق تستدعي من رئيس الحكومة نوري المالكي إعلان استقالته''. معتبراً أن ''الأخير لم يقدّم أي خدمة للمواطن العراقي''.