مع تواصل المظاهرات وأعمال العنف أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه سيقاضي مسؤولين عراقيين، قال إنهم أثاروا مؤخراً أحاديث طائفية في الإعلام، واتهمهم بالتسبب في انفجارات ببغداد الأسبوع الماضي، في حين تواصلت المظاهرات وأعمال العنف بمناطق عدة من العراق. وقال المالكي إنه سيتقدم بطلب إلى القضاء العراقي لإدانة المسؤولين الذين تحدثوا في وسائل الإعلام مؤخراً وأثاروا أحاديث طائفية، متهما هؤلاء بأنهم السبب وراء وقوع الانفجارات الأخيرة بمدينة بغداد، واصفا التفجيرات بأنها ترجمة حرفية لتلك الأحاديث. وردا على تصريحات المالكي أمس، قال النائب في البرلمان العراقي عن قائمة العراقية أحمد المساري إن ما قاله المالكي غير دقيق في اتهام مسؤولين عراقيين تكلموا عن الوضع العراقي. وردا على سؤال بشأن الأثر الذي ستتركه تصريحات المالكي على جهود الحوار الوطني، قال النائب عن قائمة العراقية إن هذه التصريحات ستنعكس سلبا على أي حوار بين قادة المظاهرات والحراك السلمي وبين الحكومة، مضيفا أن نهج المالكي باتهام الشركاء السياسيين سيحدث أزمة أخرى بدلا من حلحلة الأزمة الحالية والاستجابة لمطالب المحتجين. وكان تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بتنظيم القاعدة قد تبنى سلسلة الهجمات بالقنابل التي استهدفت في ال 17 من الشهر الحالي عدة أحياء في بغداد وأسفرت عن سقوط 28 قتيلا وعشرات الجرحى، وقال المالكي آنذاك إن التفجيرات تطبيق عملي لما سماها دعوات التحريض والكراهية، متهما أطرافا سياسية داخلية وخارجية بدعم وتنظيم وتغذية "الإرهابيين القتلة". على صعيد متصل، طالب متظاهرون اليوم في الرمادي الحكومة العراقية بإلغاء المحكمة الجنائية وإطلاق سراح قادة الجيش السابق، كما طالب رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة باسم المعتصمين بإزالة ما وصفها جدران الفصل العنصري من مدينة بغداد. وفي الوقت نفسه، قالت مصادر أمنية في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى إن محافظ ديالى عمر الحميري نجا من محاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة استهدفت منزله وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم أحد أفراد حمايته، وأصيب الحميري بجروح طفيفة. وأدان مجلس شيوخ عشائر ديالى التفجير ووصف مدبريه بأنهم يريدون زرع الفتنة والطائفية بين أطياف المجتمع العراقي، وكان الحميري الذي ينتمي إلى الحزب الإسلامي العراقي قد تسلم منصبه في سبتمبر الماضي خلفا لهشام الحيالي الذي توفي إثر حادث سير. من جهة أخرى، اغتال مجهولون الشيخ حسن هادي الصايل الجنابي، المرشح لانتخابات مجالس المحافظات، بتفجير عبوة لاصقة بسيارته أسفرت عن مقتل شخصين آخرين كانا برفقته جنوب بغداد. وفي الموصل (400 كلم شمال بغداد)، قالت مصادر أمنية إن الشرطة قتلت خمسة مسلحين كانوا يخططون لشن هجمات في منطقة الزنجيلي، وقتل اثنان من عناصر الشرطة برصاص مسلحين غربي الموصل، في حين قتل جنديان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي شمالي غربي المدينة. وأضافت المصادر أن قوات من الجيش تمكنت من اعتقال "أبو نمر" أحد أمراء تنظيم القاعدة في منطقة الهرمات غربي الموصل. وفي الأثناء، اقتاد مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي ثمانية من مقاتلي الصحوة من منازلهم ببلدة طوزخورماتو "شمال"، وقتلوا سبعة منهم وأصابوا آخر بإصابات بالغة قرب البلدة.