نظرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة، مؤخرا، في قضية قتل تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار، اهتزت لها عائلة تنحدر من بلدية بوسماعيل السنة الماضية، كون القاتل والمقتول شقيقين وجد والدهما نفسيهما أمام هيئة المحكمة في موقف لا يحسدان عليه، وهما يرويان تفاصيل جريمة أودت بحياة فلذة كبد على يد فلذة أخرى. توسلات الأم و وهن الابن أمام القاضي ومستشاريه والمحلفين، كان أكثر إيلاما وتأثيرا من وقائع الجريمة في حد ذاتها. وعن التفاصيل، جاء في قرار الإحالة أن المتهم كان يوم الجريمة في منزل العائلة، و بالضبط في غرفة المطبخ، أين أراد أن يحضر لنفسه وجبة خفيفة قبل أن يلتحق به أخوه لنفس الغرض، لينشب بينهما في غضون دقائق شجار حول دور كل واحد منها وعن ملكية قارورة الغاز، قبل أن يتدخل الأب لفك الشجار بينهما ولتذكيرهما أنهما في منزله وكل ما في المنزل له، ولا داعي للشجار بشأن ذلك. ويقول الأب: لاحقا بعد خروجي من المطبخ للحظات فقط سمعت صراخ ولدي الذي رأيته يمسك بصدره وهو يقول لي لقد طعنني بالسكين، وهو سكين المطبخ، الذي لم يتوقع لا الأب ولا زوجة الضحية ولا الأم أن يكون فعلا سببا في وفاة الضحية، الذي خرج بمفرده للالتحاق بأقرب عيادة أين لفظ أنفاسه الأخيرة، كون الطعنة أتت على قلبه، ما تسبب له في نزيف حاد ومميت. زوجة الضحية كشفت أن المتهم كان دائم الشجار مع زوجها، علما أنه عسكري سابق وقد سرح من عمله بسبب مرض عصبي، وهو مدمن مخدرات، وقد مضى على تسريحه 5 سنوات قام خلالها بافتعال الشجارات المتتالية مع جميع أفراد عائلته بمن فيهم والده الذي هدده بحرق محله، وبقتل زوجة أخيه نفسها، كما أنه قام بضرب شقيقته في إحدى المرات ضربا مبرحا لسبب تافه. كل هذه الوقائع اعترف بها المتهم أمام محكمة الجنايات، نافيا عن نفسه أنه أراد فعلا إزهاق روح أخيه، ومؤكدا أنه حاول تخويفه فقط ولم يقصد قتله فعلا. ممثل الحق العام طالب بتسليط أقصى العقوبات على المتهم، فيما عادت المحكمة بعد المداولات القانونية لتقضي في حقه بالسجن النافذ لعشر سنوات.