التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: مقدمة: فمن طبيعة هذه الحالة أن الإنسان لا يحترم إلا القوة ولا يردع إلا بالخوف ولما كانت المرأة ضعيفة اهتضم الرجل حقوقها، وأخذ يعاملها بالاحتقار والامتهان وداس بأرجله على شخصيتها، عاشت المرأة في انحطاط شديد أيًّا كان عنوانها في العائلة ؛زوجة، أو أما أو بنتا، ليس لها شأن ولا اعتبار ولا رأي خاضعة للرجل ؛ لأنه رجل ولأنها امرأة. فني شخصها في شخص الرجل، ولم يبق لها من الكون ما يسعها إلا ما استتر من زوايا المنازل، واختصت بالجهل والتحجُّب بأستار الظلمات، واستعملها الرجال متاعا للذة يلهو بها متى شاء، له الحرية ولها الرق، له العلم ولها الجهل ،له العقل ولها البله، له الضياء و القضاء ولها الظلمة والسجن، له الأمر والنهي ولها الطاعة والصبر، له كل شيء في الوجود.. وهي بعض ذلك الكل الذي استولى عليه . ن احتقار الرجل المرأة أن يملأ بيته بجوارِ بيض أو سود أو بزوجات متعددات يهوي إلى أيهن شاء منقادا إلى الشهوة، مسوقا بباعث الترف و حب استيفاء اللذة، غير مبال بما فرضه عليه الدين من حسن القصد فيما يعمل ،ولا بما أوجبه عليه من العدل فيما يأتي ،من احتقار المرأة أن يطلق الرجل زوجته بلا سبب. من احتقار المرأة أن يقعد الرجال على مائدة الطعام وحده ثم تجتمع النساء من أم و أخت وزوجة ويأكلن ما فضل منه. من احتقار المرأة أن يعيَّن لها محافظا على عرضها مثل آغا أو مقدم أو خادم يراقبها ويصحبها أينما تتوجه. من احتقار المرأة أن يسجنها في منزل ويفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولة على النعش إلى القبر. من احتقار المرأة أن يعلن الرجال أن النساء لسن محلا للثقة و الأمانة . من احتقار المرأة أن يحال بينها وبين الحياة العامة والعمل في أي شيء يتعلق بها؛ فليس لها رأي في الأعمال، ولا فكر في المشارب، ولا ذوق في الفنون، ولاقدم في المنافع العامة، ولا مقام في الاعتقادات الدينية، وليس لها فضيلة وطنية ولا شعور ملي. ...(يتبع)