أشار الروائي الشاب سفيان مخناش، إلى مرض الوسط الأدبي في الجزائر خصوصا وفي باقي البلدان العربي بصفة عامة، كما في السياسي، عكس الدول الغربية التي تولي اهتمام كبيرا به وبمبدعيها، قد ساهم في وأد الكتابات الإبداعية الشبابية بخلاف الدول الغربية التي تشجع وتعترف بهم بمساعدة جيل من الكتّاب المتمرسين والأكثر خبرة. قال الروائي سفيان مخناش في حديث جمعه ب”الفجر”، بأنّ المرض الذي تفشى منذ سنوات في الوسط الأدبي الجزائري والعربي بكل ما يحمله من عناصر، راجع إلى جينات الفرد العربي متجذرة الدكتاتورية في كل أصناف الحياة وبغض النظر عن مكانته الاجتماعية. مشيرا في السياق بأنّ هذا الصراع والمرض قدّم كتابا كبارا لا يؤمنون بإبداعات الكتاب الشباب تختلف في نتيجتها مع نتاج العالم الغربي الذي ظهر فيه جيلا من المبدعين بإمكانيات كبيرة موثق فيها، بمساعدة من أقلام بارزة تبنتهم وسلمت الشعل لهم ووضعتهم في الواجهة، مضيفا ”لذلك لا يمكن لكاتب متمرس أن يعترف بشاب يرى فيه موته واضمحلال اسمه، أنا من رأيي أن ينسحب هذا الذي يمثل دور الأب في الأدب أحسن من أن ينتج أعمالا يسخر منها الجميع شبيهة إلى حد ما تخاريف الشيخوخة”. وفي السياق ذاته يؤكد صاحب عمل ”لا يترك في متناول الأطفال” بأنّ الساحة الأدبية الجزائرية تشهد خلال هذه الفترة بروز نوع من القراء متمرس وليس من الصنف الذي يسهل الضحك عليه أو إقناعه بجودة عمل معين على حد السواء، معتبرا بأنّه يراهن على القارئ بالنظر إلى مجموعة من العناصر التي تكون ”النقد” من خلال كونه رقيبه وناقده وناصحه وحتى كما قال ”رأس مالي”. وفي الصدد نفسه يرى المتحدث سفيان مخناش، بأنّ الأدب الشبابي اليوم يعدّ المسيطر وليس كتابات كبار الأدباء، باعتبار ثلة من العوامل التي تفرض هذا المنطق على غرار تغير القارئ بمختلف شرائحه ومنها فئة الأكاديميين نحو الأحسن، فقارئ اليوم ليس هو قارئ الأمس على حد تعبيره، من خلال اتسامه بخاصية الذوق وكثرة نضجه. ويؤكد محدثنا قوله عن هذا التحول في المشهد الروائي الجزائري والعربي بأنّ أكبر جائزة للرواية في الوطن العربي كانت من نصيب شاب في مقتبل العمر متفوقا على جحافل من الأسماء التي كانت في يوم ما أسماء لها وزن، إلا أنّه يبقي الحكم مطلقا قائلا ”في الأخير يبقى النص هو الذي يفرض نفسه بالبقاء للأقوى وللأجمل”.