عاد الحديث عن تسليح المعارضة إلى واجهة النقاش العالمي وكواليس الأنظمة الدولية الفاعلة منها واشنطن التي تميل إلى دعم الخيار البريطاني الفرنسي وتخطط لتوريد الأسلحة القتالية إلى المعارضة، في ظل الصمت الذي يخيم على المجتمع الدولي بشأن المساعي السلمية المرتبطة بمؤتمر حوار ”جنيف” الذي خمدت شعلته أمام تصعيد النزاع الذي تضاعفت جبهاته، حيث تعبئ القوات السورية النظامية حشودها من أجل استعادة السيطرة على مدينة حلب فيما تواصل عناصر الجيش الحر التقدم في نقاط أخرى من البلاد. ينتظر أن تفصح واشنطن هذا الأسبوع عن نواياها الحقيقية بخصوص تسليح المعارضة السورية بعد أن دعا الطرفان الروسي والأمريكي إلى التريث في اتخاذ هذا القرار إلى ما بعد انعقاد المؤتمر الدولي ”جنيف 2 ”، لكن مصادر أمريكية ذكرت نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد تتخذ الأسبوع الجاري قرارا هاما يقضي ببدء توريدات الأسلحة الفتاكة إلى المعارضة السورية وأضاف المسؤولون أن الإدارة ستنظر أيضا في موضوع فرض منطقة حظر جوي على سورية، غير أن المصادر قالت أن هذا الخيار غير وارد بقوة وأنه من غير المحتمل أن تُقدم واشنطن على هذه الخطوة، وأضاف المسؤولون أن مستشاري الرئيس الأمريكي المعنيين بالشؤون الخارجية يعتزمون عقد سلسلة مشاورات هذا الأسبوع لبحث مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وهي المشاورات التي أجلت زيارة جون كيري إلى الشرق الأوسط ، في انتظار التوصيات التي ستقدم إلى الرئيس الأمريكي. والمرتبطة بالنجاحات العسكرية التي حققتها القوات الحكومية في الآونة الأخيرة خاصة تلك التي حققها النظام في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، وهو الانتصار الذي عزز هجمات القوات الحكومية لمواصلة تقدمها في مدن أخرى على غرار الحملة الكبيرة التي يحضر لها جيش الأسد لاستعادة مدينة حلب، حيث تستعد القوات النظامية مدعومة من عناصر من حزب الله اللبناني لبدء حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد. على صعيد آخر تتواصل مناورات ”الأسد المتأهب” التي انطلقت بالأردن بمشاركة 19 دولة، تتدرب فيها القوات المنضمة لها على استخدام منظومات صواريخ ”باتريوت” وسبل التعامل مع الضربات الكيميائية، وكذا التركيز على العمليات الجوية وعمليات الدفاع الجوي والمساعدات الإنسانية ومواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، وأشار الجانب الأمريكي إلى أن الهدف من التمرين هو تعزيز وتوثيق العلاقات بين الجيوش المشاركة من 19 دولة، وعلى الرغم من أن المشرفين على الحملة واشنطن والأردن ينفيان وجود أي علاقة بين المناورات وما يجري داخل الجارة سوريا إلا أن المجتمع الدولي يبقى مترقبا للوضع ويجس عن بُعد التطورات في المواقف العالمية بخصوص التدخل العسكري في المنطقة.