أطلقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مسابقة دولية للتراث الإسلامي قيمتها المالية 400 مليون سنتيم، يدور موضوعها حول الشرح التاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا، حيث ينتظر أن يتم الإعلان عن الفائزين بنتائجها في افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية شهر ديسمبر المقبل. وحسب ما كشف عنه مدير الثقافة الإسلامية في وزارة الشؤون الدينية، بوزيد بومدين، على هامش اليوم الدراسي الذي نظم نهاية الأسبوع حول ”الأبعاد الدينية في آثار مفدي زكريا”، أنّه سيتم انتقاء أحسن بحث بخصوص إلياذة مفدي زكريا لاسيما من حيث البحث التاريخي وشرحها وبهدف تسليط الضوء على الخلفية التاريخية لها، حيث تتولى في هذا الإطار لجنة علمية مكونة من 20 خبيرا ومختصا دراسة الأعمال المقدمة من طرف المترشحين. وتعرض هذه الأعمال في 150 إلى 300 صفحة. المسابقة التي حددت يوم افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة الإسلامية تاريخ الإعلان عن الفائزين الثلاثة الأوائل بها والتي خصصت لهم جائزة قدرها 400 مليون سنتيم أو ما يعادل 6 آلاف دولار. وفي سياق متصل ألحّ المشاركون في اليوم الدراسي بضرورة جمع التراث الأدبي والإسلامي لشاعر الثورة مفدي زكريا، بالإضافة إلى طبعه ودراسته من كل الجوانب حتى يكون مرجعا لبحوث ودراسات جامعية، باعتبار أنّ ما تركه الراحل مفدي يشير إلى المكانة الحقيقية التي تحظى بها هذه الشخصية الفذة التي لقبت ومازالت تلقب ب” المدرسة الجزائرية في الشعر”، حيث دعا في السياق شريف خير الدين، نائب مؤسسة مفدي زكريا، إلى ضرورة التركيز على البعد الديني لأعمال ودواوين الشاعر الراحل باعتباره يشكل جانبا خفيا من حياته وكذا تأثره بالقصص القرآني والقيم الأخلاقية النابعة من الدين الإسلامي الحنيف. كما تحدث في ذات الصدد الكاتب والصحفي بلقاسم عبد الله عن تجربته الشخصية مع الشاعر مفدي زكريا إبان سنوات السبعينيات، حيث يعدّ أول صحفي يجري حوارا مع هذه الشخصية قائلا بأنّ ما تم طبعه للشاعر يشكل مدار خمس أعماله. يذكر أنّ الشاعر مفدي زكريا هو مؤلف النشيد الوطني ”قسما” يوم 12 جوان 1908، في بني يزڤن بمدينة وادي ميزاب بغرداية، بدأ حياته التعليمية في الزوايا والكتّاب بمسقط رأسه ثم رحل إلى تونس وعاد بعد ذلك إلى الوطن لينضم بفكره وقلمه إلى جبهة التحرير الوطني. وافته المنية في ال17 أوت سنة 1977 بتونس، لينقل جثمانه إلى مدينة بني يزڤن بالجزائر، تاركا وراءه إرثا أدبيا مميزا.