دعا البرلمان الفرنسي إلى ضرورة خفض تواجد الجيش الفرنسي في غرب إفريقيا، مشيرا إلى خطورة الجنوب الليبي الذي شبّهه بجبال ”إيفوغاس” بمالي وأطلق عليه تسمية الثقب الأسود، في حين نوه إلى الدور الجزائري في تأمين المنطقة والذي جعلها تجند 6 آلاف جندي لحماية ترابها. وحسب مصادر إعلامية، فقد شارك في إعداد التقرير الفرنسي حول منطقة الساحل، جيرار لاروشي، الرئيس السابق للبرلمان الفرنسي ونائب عن الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، الذي التقى يوم 5 جوان المنصرم، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، عبد المالك ڤنايزية، بمقر وزارة الدفاع الوطني بالجزائر، حسب عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيار شوفنمان، أحد معدي التقرير الذي أوضح أنه في ”حالة مالي تعامل الجيش والدبلوماسية ببراعة، لكن كل الصعوبات لا ينبغي الاستهانة بها في المستقبل، ومنطقة الساحل مطالبة بضخ مبالغ كبيرة من المجتمع الدولي للنهوض بها، خصوصا مع الانفجار السكاني المرتقب بحوالي 50 مليون نسمة في مالي والنيجر عام 2020، ووفق شوفنمان، الذي قال إن قضايا التنمية ضرورية لنهاية التهديد الإرهابي، ودعا التقرير الفرنسي إلى فهم الترابط بين غرب إفريقيا والمغرب العربي للتقليل من خطر الإرهابيين. وصنف التقرير جنوب ليبيا ك”ثقب أسود”، وهي تشبه منطقة ”إيفوغاس” في شمال مالي، مؤكدا ”الدور الحاسم للجزائر لاحتواء مشكلة الإرهاب في منطقة الساحل”، مشيرا إلى نشرها ل6 الاف جندي في محاولة لتأمين حدودها، وقال شوفنمان بخصوص دور الجزائر، إن ”علاقاتنا تحسنت ومن الواضح أن تنظيم القاعدة هو عدو مشترك لدينا”، والجزائر أغلقت حدودها، ورخصت للعديد من الطلعات الجوية فوق أراضيها خلال عملية ”أشابيل”، كما ”وفرت لنا الدعم اللوجستي وهو مهم جدا”، وقدمت عرضا أيضا لتدريب جيوش الدول المجاورة، بما في ذلك مالي، مبرزا أن الجزائر لديها جيش قوي في منطقة الساحل الإفريقي. يذكر أن التقرير حول مالي، سبق تقديمه أمام لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية ”البرلمان”، أفريل الماضي، في صورة توصيات دعت إلى إحاطة الأزمة المالية بما يناسبها من حلول شاملة بعد دراسة مشاكل التنمية في المنطقة، ومساعدة الماليين على تنظيم انتخابات رئاسية تنتج مؤسسات حكم شرعية، ودعمهم في تبني سياسة مصالحة وإبرام عقد وطني بين الفرقاء الماليين.