لفظ، مساء أول أمس، شاب يبلغ من العمر 30 سنة أنفاسه الأخيرة بباتنة متأثرا بداء السيليكوز أو التكلس الرئوي الناتج عن مهنة صقل الحجارة التي أصبحت تعرف محليا بمهنة الموت، ويتعلق الأمر بالضحية الشاب ”ب. سليم” الذي دخل في دوامة المرض منذ عدة أشهر أحيل خلالها إلى التنفس الاصطناعي ليلاقي ذات مصير من سبقوه ويكون الرقم 102 في قائمة ضحايا مهنة الموت. ولا يزال العديد من الشباب بمنطقة تكوت يمتهنون هذه المهنة رغم مخاطرها الصحية لما تدره عليهم من أرباح ولانعدام فرص العمل وتفشي البطالة، وكانت جمعيات وأطباء وأسر الممتهنين لصقل الحجارة قد طالبوا السلطات المعنية بالتحرك لوقف زحف السيليكوز على أرواح أبنائهم وتوفير بديل تشغيلي مناسب لشباب لمناطق تكوت وشناورة وآريس التي تعرف انتشارا واسعا لهذه المهنة، خصوصا إذا علمنا أن هناك عشرات الحالات يضعها الأطباء في خانة الميئوس منها، ذلك أن الداء لا يكتشف إلا حين وصوله لنقطة اللاعلاج، وقد ندد المواطنون في أكثر من مناسبة وعقب تشييع جنائز ضحايا المهنة القاتلة بغياب مخطط استعجالي واضح من طرف السلطات الرسمية بولاية باتنة والمركزية بالعاصمة، يحول دون استشراء الداء ويوفر أدوات وأجهزة وقائية حديثة وإنجاز مصلحة مختصة في الأمراض التنفسية بالمستشفى الجديد للتكفل بالمرضى وإنشاء خزان الأكسجين بالمركز الصحي أو توفير إعانة مالية لشراء أجهزة فردية لتوليد الأكسجين لمرضى السيلكوز. وحسب تقديرات المختصين فإنه لا يزال أكثر من 900 شاب بباتنة يمارسون هذه المهنة في غياب حلول أخرى تغنيهم عن الموت في صمت.