رغم التحسن الملموس الذي عرفته قرية أولاد بوزيد، في عديد المجالات وخروجها من دائرة العزلة بعد تعبيد الطريق وتنشيط حركة النقل بها ودعمها بالكهرباء والماء وبمتوسطة جديدة، فإنها كغيرها من قرى جيجل لاتزال تعاني من معضلات أخرى تتصل خصوصا بانعدام الخدمات الصحية والإدارية. عبّر مواطنون يقطنون بقرية اولاد بوزيد ل”الفجر” عن تذمرهم من السلطات المحلية جراء النقائص، التي تشهدها قريتهم، خاصة أنها لا تبعد عن مقر بلدية الميلية سوى ب06كلم، وفي مقدمتها الإنعدام التام للخدمات الصحية، حيث أبرز ممثلو سكان المنطقة أن المواطنين مازالوا يتنقلون يوميا إلى مدينة الميلية للاستفادة من أبسط الخدمات الصحية على مستوى عياداتها وكذا مستشفى منتوري. والأمر الذي حير السكان ولم يجدوا له تفسيرا يكمن في استفادة القرية من قاعة علاج، وقد تم تشييدها منذ خمس سنوات أنها لاتزال مغلقة لحد الساعة، وهنا يتساءل ممثلو سكان قرية أولاد بوزيد من جدوى إنجاز مشروع هام وبأموال طائلة لتبقى من دون استغلال، مضيفين بأنهم اتصلوا بجميع الجهات المسؤولة من أجل استغلال هذا الصرح الصحي لكن بدون فائدة على اعتبار كل الهيئات التي قصدوها والمتمثلة في إدارة البلدية ومديرية الصحة بجيجل قدمت لهم وعودا بفتحها، غير أنها لم تتجسد في الواقع لتبقى معاناة المواطنين مستمرة في هذا الجانب الحساس. وفي الوقت الذي ثمن فيه ممثلو سكان أولاد بوزيد تحسن وضعيتهم في الكثير من الميادين، بعد أن تم تعبيد الطريق الرابط بين القرية ومنطقة بلارة الحرة، وكذا استفادة جميع السكان من الكهرباء وبشكل نسبي الماء، علاوة على توفر وسائل النقل وتشييد متوسطة أراحت التلاميذ وأوليائهم بعد أن خففت العبء عن جيوبهم، فإنهم مازالوا يتطلعون إلى إنجاز فرع بلدي بالمنطقة التي تستحق ذلك بالنظر لكثرة عدد السكان واستفادة عدة قرى مجاورة من فروع بلدية، وهذا قصد تقريب الإدارة من المواطنين وتخليصهم من معاناة التنقل اليومي إلى بلدية الميلية بهدف إستخراج وثائق إدارية بسيطة. انشغال سكان المنطقة نقلناه إلى المسؤول الأول لبلدية الميلية الذي اعترف بانعدام الخدمات الصحية على مستوى قرية أولاد بوزيد رغم تواجد قاعة للعلاج بالمنطقة، موضحا بأن إدارة البلدية غير مسؤولة عن هذا الوضع، وليس من صلاحياتها تجهيز وتأطير قاعة العلاج لكون هذه المهمة تتكفل بها هيئة الصحة الجوارية ببلدية سيدي معروف ومن ورائها مديرية الصحة للولاية، ودعم البلدية في هذا الجانب يكمن فقط في تشغيل عمال من الشبكة الاجتماعية ليس إلا، مبرزا أن إنشاء فروع بلدية يرتبط بتوفر معايير وحسب إمكانات البلدية، وقرية أولاد بوزيد من بين القرى المرشحة للاستفادة من فرع بلدي مستقبلا وهذا لتخفيف الضغط على مصلحة الحالة المدنية للبلدية. وفي سياق آخر، أوضح مصدرنا أن بلدية بحجم الميلية لم تستفد إلا من 04 ملايير سنتيم في إطار المخططات البلدية للتنمية لسنة 2013، وهو غلاف مالي ضئيل جدا ولا يسد حاجة السكان للتنمية سواء على مستوى المدينة أو الضواحي والقرى التابعة لها.