يحضر النادي السينمائي ”تيمزريتيت” لسلسلة من النشاطات الثقافية والفنية أهمّها تنظيمه سهرة ال3 أوت المقبل لعرض فيلم سينمائي يحمل عنوان ”سينمائيو الحرية”، بقاعة العروض بدار الشباب والثقافة لمدينة تمزريت ببجاية، وذلك بحضور المخرج لمناقشة أحداث العمل. ”سينمائيو الحرية” الذي شارك في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الفارط في المسرح الصغير، وأخرجه سعيد مهداوي يعرض جانبا من تاريخ السينما الجزائرية وكيف أنّ السينما كانت وسيلة لشحذ الهمم وزرع روح التضحية والبطولة والنضال في صفوف المجاهدين الجزائريين وكذا بث الأمل فيهم لنيل الحرية، من خلال عرض مشاهد أبطالها سواء جزائريين أو من الخارج أو ما يسمون بأصدقاء الثورة، جعلوا من الكاميرا أداة لدعم النضال الجزائري وإخراجه للعالم. يروي ”سينمائيو الحرية” في زمن قدره 70 دقيقة، مسيرة فئة من المخرجين الجزائريين والأجانب الذين كانوا رواد السينما الجزائرية على غرار الفرنسي روني فوتيه وجمال شندرلي ومحمد لخضر حمينة وبيار شولي وبيار كليمون أوائل الذين استعملوا الكاميرا كسلاح في الكفاح المسلح ضد الاستعمار، كما يبرز دور السينما في التأريخ للثورة وتمجيدها من خلال بطولات الشعب الجزائري، فاستطاع أن يفضح رسالة السينما كما أرادها المستعمر الفرنسي الذي ركز في أفلامه الدعائية على نقل صورة للغرب مغايرة وظالمة عن طبيعة المجتمع العربي المتمثل في الجزائر،، كاشفا عن شهادة زور للمستعمر الفرنسي، التي يصور فيها الشعب الجزائري بغير ثقافة أو دين وتعصب، كما جاء في فيلم ”العربى المضحك”، ويصور المرأة الجزائرية متخلفة ومنحطة أخلاقيا، أمام فحولة الرجل الفرنسي مثلما صور في فيلم ”شعب موكو”. وفي سياق ذي صلة ييبرز المخرج سعيد مهداوي في هذا العمل صورا من المعارك الوحشية والضارية التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد الجزائريين الأبرياء وهي ما علّق عليها رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك متحدثا عن المقاومة الشعبية والثورة وتاريخها وكذا بتدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية. بالإضافة إلى التعريج على دور الراحل محمد بوضياف من خلال إصداره لجريدة المقاومة ومعركة الإعلام التي تحدث عنها لمين بشيشي، ناهيك عن تقديم شهادة السينمائيين لمي مرباح وعمّار العسكري والناقد كريم تزراوت. كما عالج الفيلم الدور الذي لعبه أصدقاء الجزائر الأجانب في دعم وإنتاج سينما وطنية تعبر عن الكفاح والقضية الوطنية ومنهم بيار شولي، روني فوتيه وغيرهم.