بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحرك نحو مصر وشرعت في اتصالاتها مع القادة الجدد في البلاد، معلنة عزمها إرسال مبعوثين إلى القاهرة للتفاوض مع الفرقاء المصريين ووضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها مصر منذ تاريخ الثلاثين من الشهر الماضي، بعد تعثر جهود مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في حلحلة الأزمة المصرية، وهي المساعي التي تتزامن مع طلب مجلس الوزراء المصري من الداخلية فض الاعتصام ”غير المقبول” للإسلاميين بالقاهرة معتبرا هذه الاعتصامات تهديدا للأمن القومي للبلاد. أعلنت واشنطن إرسال مبعوثين إلى القاهرة للتفاوض مع ممثلي سلطة البلاد والمعارضة، وكلف الرئيس الأميركي باراك أوباما عضوين بارزين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بالسفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والأطراف السياسية المختلفة، سعيا منها لضمان السبل الكفيلة بتهدئة الأوضاع وإضفاء السلام بالمنطقة، وذكر ليندسي غراهام الذي يُتوقع أن ينضم إلى جون ماكين في الزيارة المرتقبة الأسبوع القادم إلى مصر في تصريحات إعلامية أن الوفد الأمريكي يخطط للقاء كافة الأطراف والاطلاع على معطيات الساحة السياسية في البلاد، ملوحا إلى احتمال قطع المساعدات الأمريكية لمصر والمقدرة ب 1.55 مليار دولار في حال لم تعرف الأزمة أي بوادر انفراج. يحدث ذلك في ظل التعثر الأوروبي حيث لم تسفر زيارة ممثلة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عن أي جديد بخصوص مساعي التسوية بين الجهات المتصارعة منذ شهرين، واكتفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد بالدعوة إلى المصالحة والجلوس إلى طاولة الحوار كما تعهدت بالعمل الجاد لدفع عجلة المسار السياسي والديمقراطي في مصر. وفي هذا السياق قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الوزير تشاك هيغل اتصل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وحث قوات الأمن المصرية على ضبط النفس والحذر في تعاملها مع المتظاهرين، من جانبه ذكر القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي ”ناتو” الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف أن الحلف لا يخطط الآن لأي عمل عسكري في مصر ويكتفي حاليا بلعب دور المراقب لمجريات الأحداث في المنطقة. وعلى طريقة لقاء آشتون بالرئيس المعزول محمد مرسي اجتمع وفد من الاتحاد الأفريقي بمرسي المحتجز في مكان مجهول بقيادة رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري، وتأتي زيارة الوفد الأفريقي لمرسي بعد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي تعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي ردا على عزل الجيش لمرسي من سدة الحكم في الثالث جويلية الماضي. على صعيد تطورات الميادين المصرية لا تزال الأوضاع على حالها الإخوان يرابطون في الشوارع ويتمسكون بعودة مرسي، في ظل ترقب حذر بشأن خطوة تدخل الجيش لفض اعتصاماتهم وإخلاء ميادين التظاهر.