غموض وترقب ينتاب تجار العملة الصعبة بسوق رضا حوحو في العاصمة.. إنها ”تجارة الممنوع”. ونفس المشهد نصادفه في شارع ”السكوار” بالعاصمة، حيث تجد مجموعة من الشبان على حافة هذا الشارع يمارسون هذه ”المهنة” بكل حرية وأمام مرأى السلطات، إلا أن التغاضي عنهم أصبح أمرأ مألوفا واعتياديا. جمع من الشبان الذين اتخذوا من هذا المكان الذي ترتاده طبقة معينة من الزبائن مكانا لتجارة كل أنواع العملة الصعبة، فهم يشترون ويبيعون في الأوراق النقدية الأجنبية، رغم أن القوانين الجزائرية تمنع هذه التجارة غير الشرعية للعملة الصعبة التي تبقى حكرا على البنوك المعتمدة فقط. ”السكوار” يتحول إلى بنك غير معتمد حول هؤلاء الشبان شارع ”السكوار” إلى بنك غير معتمد مفتوح تتم فيه جميع مبادلات العملة الصعبة بالدينار الجزائري. وحسب بعض الممارسين لهذه التجارة غيرالشرعية، فإن سوق العملة في بلادنا أصبح يستقطب كل فئات المجتمع، منهم البطال والعامل البسيط وحتى المسؤولين والإطارات في الدولة.. إنها سياسة أرادتها الحكومة دون التفكير في إنشاء مصارف قانونية تغني عن الطلب، والتي من شأنها إنعاش تجارة العملة التي تبقى مقتصرة فقط على بعض الزبائن من الذين يضطرون للتوجه إلى الخارج لاقتناء السيارات والآلات الصناعية، وفي أغلب الحالات أولئك الذين تضطرهم الحاجة للسفر قصد العلاج واقتناء بعض الأدوية من البلدان المجاورة. سعر ”الأورو” مرتبط بتقلبات سوق الذهب عرف سعر ”الأورو”، في الأشهر الأخيرة، ارتفاعا يربطه المتاجرون في العملة الصعبة بالقوانين الجديدة وارتفاع سعر الذهب في الأسواق العالمية. وحسب أحد التجار الذين التقتهم ”الفجر”، فإن ارتفاع سعر ”الأورو” ناتج عن كثرة الوفود التي تعتزم أداء العمرة في شهر رمضان، إلا أن انخفاض سعر الذهب نوعا ما خلال الأيام القليلة الماضية جعل سعر الأورو والدولار إلى نسبة معينة يتراجع، حيث سجل سعر الأورو ب 14900دج أما سعر الدولار فقد قفز سعره إلى 11300 دج. وعن النشاط غير الشرعي لتجارة الأموال على الأرصفة، ذكرت مصادر أمنية أن المختصين في بيع العملة تجدهم يحملون رزما من الدينار الجزائري ويخفون العملة الأجنبية، ولا يظهرونها إلا لزبائنهم، ولهذا يستحيل توقيفهم متلبسين في ظل الفراغ القانوني السائد في بعض الجرائم الاقتصادية التي تشهدها الجزائر.. إنها حيلة التجار التي تجعلهم يفلتون من العقوبات القانونية. انتعاش سوق ”السكوار” منذ الفاتح من رمضان من جهة أخرى، قابلنا أحد الأشخاص الذي كان يبحث عن شراء مبلغ معين لوالدته التي تستعد لأداء العمرة، إلا أن ارتفاع سعر الدولار جعله يفكر في اقتناء الأورو، الذي يرى - حسبه - الأفضل، خاصة أن سعر صرفه في المملكة العربية السعودية جد معتبرة، وهي عملية حسابية بسيطة يقوم بها التجار. وذكرت مصادر مطلعة أن قيمة الأورو تشهد تراجعا في البورصة العالمية مقابل ارتفاع الدولار والين الياباني، بسبب تراجع التجارة الأوروبية أمام هيمنة الصناعة الصينية على 60 بالمائة من التجارة العالمية، ما أدى إلى تراجع أسعار الأورو في الأسواق الموازية بالجزائر، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، حيث انتقلت من 15000 دج مقابل 100 أورو إلى 14600 دج، وهذا ما جعل سوق ”السكوار” بالعاصمة يعرف انتعاشا غير مسبوق منذ الفاتح من رمضان بسبب إقبال المواطنين على الاستثمار في شراء الأورو، التي تفيد بعض الأخبار غير الرسمية أنه سيعاود الارتفاع شهر سبتمبر جراء انخفاض كميات الأورو في السوق السوداء بسبب عودة المهاجرين إلى ديارهم.