لازالت ظاهرة السباحة في النافورات تثير الإستياء والسخط في أوساط المجتمع القسنطيني لما تشكله من خطر على حياة الأطفال في ظل غياب الشروط الصحية فهي مهيأة للزينة لا للسباحة وأصبحت هذه الظاهرة تمتد لأي حفرة يستطاع أن تملأ بالماء لتحول إلى مسبح. فبعد نافورة زواغي التي أطلق عليها اسم ”شاطئ زواغي” وما شهدته من سلوكات غير حضارية قام بها أطفال المنطقة في ظل غياب الرقابة الأسرية أو تغافلها قبل أن تقوم مصالح البلدية بوقف ضخ الماء بها لوقف المهازل التي عرفتها والتي وصلت حد عدم تفريقها عن شاطئ حقيقي، ناهيك عن تسجيل حوادث بالطريق المحاذي لها نظرا لزيادة حركة الأطفال بالمنطقة، ارتأى أطفال المدينة الجديدة علي منجلي هم الآخرين خلق شاطئ خاص بهم، حيث وقع إختيارهم على نافورة جامعة قسنطينة 2 المحاذية لقسم الرياضيات والإعلام الآلي نظرا لموقعها المعزول الذي من شأنه أن يمنحهم خصوصية أكبر ومرح أكثر بعيدا عن عين الرقابة خاصة وأنها في عطلة، متناسين المخاطر الصحية التي تهددهم من أمراض جلدية وغيرها خاصة وأنها لا تتطابق والمعايير المتخذة في المسابح المرخصة كونها مجرد نافورات أنجزت لإعطاء بعد جمالي وهو الأمر البديهي الذي يعرفه الجميع وبالرغم من هذا يتغافل بعض الأولياء عن سلوكات أبنائهم التي تشكل خطرا على صحتهم وحياتهم بالدرجة الأولى بعد أن تخلو عن واجبهم في الترويح عن أبنائهم في العطلة الصفية عبر التنقل بهم إلى مخيمات البحر أو مناطق خاصة بالتنزه مما دفع بهم إلى المبادرة بالبحث عن البديل الذي وجدوه في النافورات للتسلية وتخفيف حر الشمس. وما يثير الإستغراب والحيرة هو غياب الرقابة من مسؤولي الأمن بجامعة قسنطينة 2 الذين تركوا الأطفال يجولون ويسبحون بنافورة الجامعة في الزي الخاص بالسباحة، فإن كان الأطفال لا يعون مخاطر فعلتهم فالكبار يجب أن يكونوا أعقل وأوعى وهو ما لم يتم التماسه في سلوكات رجال أمن الجامعة وأولياء الأطفال. فنافورة زواغي كانت تتموقع في مكان عمومي لم يستطع المستنكرون للوضع وسكان المنطقة التدخل المباشر للحد منه سوى بإيداع شكاوي لدى مصالح البلدية أما فيما يخص نافورة جامعة قسنطينة 2 فهي تقع وسط الحرم الجامعي وتابعة بشكل مباشر لإدارة الجامعة مما يمكنها من اتخاذ إجراءات فورية وصارمة حيث يبدوا أن أطفال صغار استطاعوا إستغفال أعوان الأمن والإدارة على حد السواء خاصة وأن الجامعة مفتوحة من عدة منافذ غير محروسة، حيث أكد لنا مجموعة من الأطفال أنهم يختارون الأوقات التي تقل فيها نسبة الحراسة مؤكدين أنهم في بعض الأحيان يدخلون في مطاردات مع أعوان الأمن والوقاية فيما يتم التغاضي عنهم في أوقات أخرى.