تعتبر منطقة بني مزاب من أكثر المناطق احتفاظا بتقاليدها في الجزائر، حيث مايزال سكان سهل ميزاب يتمسكون بتقاليدهم ولا يفوتون أي فرصة أو مناسبة لإحياء تراثهم اللامادي بتكريس إحياء عدة أعياد ومناسبات اجتماعية يحترمها الكبير والصغير المقيم والمغترب. ومن بين هذه التقاليد نجد طقوس، خاصة لإحياء عيد عاشوراء الذي يعتبر مناسبة دينية لا يفوتها عادة الجزائريون. تقوم الأسر الميزابية بتحضير طبق ‘'إباون'' (الفول) الذي يعتبر رمز لتمتين أواصر الأخوة والتقارب بين أبناء المجتمع. هذه العادة يتناقلها سكان المنطقة جيلا بعد آخر، حيث تقوم ربات البيوت بطبخ الفول يوما قبل يوم عاشوراء، حيث يمزج الفول بالنماء والملح وزيت الزيتون ليؤكل صباح عاشوراء، إذ يقوم الأطفال بتوزيع الطبق على الأهل والجيران في مواكب احتفالية غنائية يجوب بها الأطفال الأزقة والأحياء، ويضاف إلى طبق الفول توزيع بعض الفواكه المجففة والحلويات والمكسرات التي تحضر بالمناسبة. والجدير بالذكر أن الأطفال الذين يقومون بهذه الطقوس تزين أعينهم بالكحل الطبيعي وأيديهم بالحناء تيمنا بالخير والفوائد الصحية التي تأتي من هذه المواد. ويعتبر يوم عاشوراء عيدا دينيا يتخذه عدد كبير من سكان وأهالي غردايةوالجزائريون مناسبة للصوم والتقرب إلى الله بالصدقات وصلة الرحم وإحياء تقاليد الأجداد في التكافل والتآزر الاجتماعي.