كشف مصدر أمني رفيع المستوى، أمس، عن تقرير حديث قدمته مصالح الأمن للجهات المختصة، منها وزارة الداخلية ووزارة البريد وتكنولوجيا الاتصال، يتعلق بحجب مواقع التنظيمات الإرهابية والمنتديات الجهادية عن مشتركي الأنترنت، وحمل التقرير ملاحظة ”عاجل وبالغ الأهمية”. وقال المصدر الذي أورد الخبر ل”الفجر” إن التقرير استند على بحث علمي منذ سنوات، حيث أفاد لأن التنظيمات الإرهابية استغلت التطور العلمي الحاصل والتكنولوجيا الحديثة للاتصالات من أجل التخطيط لتنفيذ العمليات الإرهابية بالاعتماد على قدرات الاتصالات المتقدمة بما في ذلك الأنترنت. واستدل التقرير بعملية تيڤنتورين التي استهدفت فيها الجماعات الإرهابية إحدى أهم المنشآت الغازية. وأكد التقرير أن التنظيمات الإرهابية في العالم ومنها في الجزائر، طورت تعاملها مع وسائل الاتصالات الحديثة، وأنها تقوم بالدعاية المموهة عبر مختلف الوسائل عن طريق مواد إخبارية وإعلامية، وتستغل إفلات المواد الإخبارية المنشورة في الأنترنت من الرقابة الحكومية لنشرها من قبل وسائل الإعلام وبلوغ أهدافها المختلفة. وأفاد ذات المصدر أنه ”قمنا بدراسة علمية اكتشفنا من خلالها أن المواقع الجهادية التابعة لتنظيمات إرهابية استهوت عددا ممن فضلوا التدين والاعتدال ليجدوا أنفسهم مستدرجين لمتابعة فيديوهات ومنشورات الجماعات الإرهابية تحت راية الجهاد الزائف”. وأضاف أن بعض ”المتلزمين” وجدوا أنفسهم قد استدرجوا عبر منتديات جهادية إلى الجبال. وقال مصدرنا إنه تم رصد المواقع الإلكترونية للتنظيمات الإرهابية على الأنترنت، وإن هناك مركزا للأمن الإلكتروني تابع لجهاز المخابرات تم إنشاؤه مؤخرا لمواجهة تلك المشكلة في إطار الحرب على الإرهاب. وبحسب الدراسة التي أجراها عناصر الأمن التابعين لمركز الأمن الإلكتروني، فإن الجماعات الإرهابية تستخدم يوميا الأنترنت لتنظيم وتنسيق عملياتها المتفرقة والمنتشرة حول العالم، ”فالتواجد الإرهابي على الشبكة العنكبوتية متفرق ومتنوع ومراوغ بصورة كبيرة، فإذا ظهر موقع إرهابي اليوم، فسرعان ما يغير نمطه الإلكتروني، ثم يختفي ليظهر مرة بشكل جديد وعنوان إلكتروني جديد بعد فترة قصيرة”، وتابع بأن المواقع الإلكترونية للجماعات الإرهابية لا تخاطب أعوانها وجماعات الدعم والإسناد فقط، بل توجه رسالاتها أيضاً للإعلام والجمهور الخاص بالمجتمعات التي تقوم فيها بعملياتها الإرهابية، موضحا أن وسائل الإعلام، كثيرا ما تنقل عن المواقع إلكترونية المحسوبة على التنظيمات الإرهابية منها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خطابات وتسجيلات صوتية ومرئية تهدد سلامة الجزائر وأمنها.