التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم:
”الدين المُزيف والجهل سبب انحطاط المسلمين” ولمَّا لم يكن هناك أمر يشمل المسلمين جميعًا إلاَّ الدين ذهب جمهور الأوروباويين، وتبعهم قسم عظيم من نخبة المسلمين إلى أن الدين هو السبب الوحيد في انحطاط المسلمين وتأخُّرهم عن غيرهم حتى الذين يشاركونهم في الإقليم ويساكنونهم في البلد الواحد، ولم يقصد أحد منهم-خصوصا أفاضل المسلمين المشتغلين بأحوال الأمم الإسلاميَّة، أن يتَّهم الدين الإسلامي الحقيقي بأنه السبب في انحطاط المسلمين. فإن كل من عرف هذا الدين من الأجانب فضلا عن أبنائه المنتسبين إليه يجلُّ قدره ويحترمه، ويعترف أن آثاره الماضية في الأمم التي انتشر بينها برهنت على أنه وسيلة من أفضل الوسائل، وعامل من أقوى العوامل التي تسوق الإنسان في طرق الترقِّي والتقدم إلى غايات السعادة،ولكنهم يرون أن ما يزعمه المسلمون اليوم ديناً، وتسميه عاماتهم بل و أغلب علمائهم بدين الإسلام، قد اشتمل على أمور كثيرة من عقائد وعوائد وآداب موهومة لا علاقة لها بالدين الحقيقي الطاهر، وإنما هي بدع ومُحدَثات ألصقت به؛ فهذا الخليط الذي سمَّاه دينًا واعتبروه إسلامًا هو المانع من الترقِّي. وليس في إمكان أحد أن ينكر أن الدين الإسلامي قد تحوَّل عن أصوله الأولى وأنَّ العلماء والفقهاء - إلا قليلاً ممن أنار الله قلوبهم - قد لعبوا به كما شاءت أهواؤهم حتى صيَّروه سخرية وهزؤا وحقت عليهم كلمة الكتاب: {اتَّخذوا دينهم لَعِباً ولهواً وغرَّتهم الحياةُ الدُنيا}. ولكني أعتقد أن هذا الانحطاط الذي طرأ على الدين ليس سبباً لما عليه المسلمون الآن، وإنما هو نتيجة لأمر هو: الجهل الفاشي في المسلمين عامَّة رجالا ونساءً.. يتبع