أعلن رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، عن ترشحه لخوض غمار الرئاسيات المقبلة بعد تزكيته من طرف المجلس الوطني للحزب الذي قرر مواصلة تواجده في جميع الاستحقاقات الوطنية، منتقدا في الوقت ذاته مصادرة إرادة الشعب من خلال الإعداد لدستور لم يستشر فيه الشعب لتحديد نمط الحكم. أكد موسى تواتي، في ندوة صحفية عقدها أمس، بمقر حزبه بالعاصمة، أن الأفانا سيحدث مفاجآت غير منتظرة خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وقال إن ”المفاجأة ستكون بفضل رجال المبادئ والقيم، وليس رجال المال”، واستطرد أن حزبه يستعيد عافيته وهياكله، وقواعده النضالية في تحسن مستمر، مما يؤهله لمواصلة التحدي الذي رفعه بخصوص استرجاع سيادة الشعب في بلده، وكشف عن مقترح قدمه حزبه لوزارة الداخلية يتعلق بالإعداد لانتخابات إلكترونية ”بيومترية”، من خلال استخدام آلات للعد الإلكتروني، لتفادي عملية التزوير وتجنب المشاكل التي تنجم عن المشادات التي قد تحصل على مستوى مكاتب التصويت، وأبرز أن هذا الاقتراح قوبل بالرفض رغم عدم ارتفاع تكاليفه مقارنة بالأموال التي تصرف على المسيرين والمؤطرين في كل عملية انتخابية. وعبر المتحدث عن تخوفه من تكرار سيناريوهات الرئاسيات السابقة وغلق اللعبة أمام المعارضة، وفي هذا الصدد، دعا إلى فتح حوار شامل لوضع ميكانزمات للخروج من الأزمة، حيث اعتبر أن المشكل أكبر من مجرد انتخابات رئاسية، مضيفا أنه ”ليس الرئيس من تأتي به مخابر نجهل مصدرها”، محذرا في الوقت نفسه من الدخول في انزلاقات لا تحمد عقباها على غرار ما حصل في دول الجوار. أما فيما يتعلق بتعديل الدستور الذي أسال الكثير من الحبر، فقد عبر تواتي عن يأسه من جميع الدساتير التي لم تنبع من سلطة الشعب، رافضا الاستمرار هذه الوضعية بالقول إنه ”يتم الآن التحضير لمرحلة انتقالية ثالثة، وهو المرفوض قطعا”، و تابع بأن الجزائر تعيش فراغا دستوريا من خلال سيطرة الحكومة على جميع هيئات الدولة وعلى رأسها البرلمان، وهو ما قاده للحديث عن مسألة تبديد المال العام في مشاريع لم تخضع لمراقبة الهيئة التشريعية، ووصف في رده على سؤال حول التغييرات التي قام بها رئيس الجمهورية على مستوى هرم المؤسسة العسكرية، ب”لا حدث”، و واصل بأنها ”تعديلات صحية قام بها الرئيس بما يخوله له الدستور”.