لم تُحل بعد الإشكالات المتعددة المرتبطة بمؤتمر السلام الدول “جنيف 2“ رغم الجولة المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الى عديد الدول بحثا عن إجماع وحشد أوفر لخطة السلام في المنطقة، حيث لم تغير لقاءاته مع الرئيس السوري بشار الأسد موقف هذا الأخير من الحل السياسي للقضية والذي بقي متشبثا بالحوار مع الأطراف المعارضة التي لم تتبن خيار العمل المسلح ضد النظام، فيما يتمسك الائتلاف السوري المعارض والتنظيمات المسلحة بمطلب رحيل الأسد عن السلطة وتكوين حكومة انتقالية بعيدا عن الحكومة الحالية. تعددت معطيات اللقاءات التي جمعت الأخضر الإبراهيمي مع الأطراف الدولية بخصوص الحل السياسي للنزاع السوري دون تقديم الجديد للقضية فالأدوار نفسها كما هي الشروط ذاتها بالنسبة لطرفي القضية، لكن ذلك لم يثن الأخضر الإبراهيمي عن مواصلة مساعيه الدولية، حيث طالب المبعوث الأممي أمس جانبي النزاع الداخلي في سوريا بمزيد من التعاون لوضع حد للحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أزيد من عامين، وأكد الإبراهيمي في ختام زيارته لدمشق وقبل توجهه الى لبنان في إطار جولته التحضيرية لمؤتمر “جنيف 2“ أن هذا الأخير يعقد خلال الأسابيع القليلة القادمة، مشيرا الى مساعي الأممالمتحدة لتهيئة الأجواء والظروف الملائمة لتنظيم حوار وطني شامل وجدي يطوي صفحة الصراع في المنطقة ويفتح صفحة جديدة بين السوريين، وشدّد المبعوث الأممي على ضرورة مشاركة سوريا في الحوار ممثلة بوفدين عن السلطة والنظام، وأكد المبعوث الدولي مشاركة الحكومة السورية في “جنيف 2”، فيما لا تزال المعارضة، سواء كان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أو الأطياف الأخرى من المعارضة، تبحث عن وسيلة لتمثيلها في جنيف، كما دعا الإبراهيمي بالمناسبة الى ضرورة الإسراع بحل الأزمة وتفادي تفاقم أكثر للأزمة الإنسانية التي تمس ثلث سكان سوريا، مشيرا الى احتمال معاناة نصف سكان البلد من الصراع في حال استمرت الحرب في حصد المزيد من الأرواح وتدمير البنى التحتية للدولة، كما طالب الإبراهيمي بوقف تدفق الأسلحة الى الأطراف المتنازعة في سوريا. من جانبه رفض رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف أمس وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق لعقد مؤتمر “جنيف 2”، مشيرا الى وجود تفاؤل كبير بشأن إجراء محادثات سلام دولية بحلول نهاية العام الجاري، ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى تجنّب تسييس القضايا الإنسانية للأزمة السورية وتجنب سياسة المعايير المزدوجة في هذا الإطار، ودعا البيان جميع القوى الخارجية إلى مواصلة العمل على المستوى الإنساني لتخفيف معاناة المدنيين في سوريا، وفي انتظار انعقاد هذا المؤتمر الدولي الذي الهادف إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه في “جنيف 1” يجتمع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مع وفد روسي وأميركي، الثلاثاء المقبل، للتحضير ل”جنيف 2”، قبل انضمام وفود من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وممثلين عن بعض الدول الأخرى لبحث تفاصيل مؤتمر السلام الدولي.