للمرة الثانية نكتب عن جامعة نبيل العربي وسنكتب ثالثة ورابعة وربما خامسة وسادسة إلى أن نتمكن من تدميرها على رؤوس المستفيدين منها أو إعادة بنائها على أسس قومية وحضارية وأخلاقية... وهذا أمر مستبعد بل مستحيل، وإلا فليتفضل القائمون عليها الذين أصبحوا عصابة أو كالعصابة ليردوا على تساؤلاتنا ومن هذه الأسئلة : لماذا تأسست هذه الجامعة ؟ والجواب لكذا وكذا وكذا... ولكن هل تحقق شيئ من هذه ”الكذوات” ؟ بالتأكيد لا ! نحن أصحاب ديانة واحدة وأعراق واحدة وتوجهات واحدة ومشاعر واحدة وثقافة واحدة وعواطف واحدة فهل ينكر أحد هذا ؟ بالتأكيد : لا! نحن صادقون في حبنا لبعضنا فهل ينكر أحد هذا ؟ بالطبع لا ! نحن ذوو بشرة سمراء جميعا وهل ينكر أحد هذا ؟ بالتأكيد لا، وفي المقابل نجد أن أوروبا على النقيض منا، فالديانة لديهم ليست واحدة واللغة ليست واحدة والتاريخ ليس واحدا والتوجهات ليست واحدة والعواطف ليست واحدة، ولكن انظروا كيف يتعامل هؤلاء مع بعضهم وكيف أنشأوا الاتحاد الأوروبي ؟ وكيف أنشأوا السوق الأوروبية المشتركة؟ ومن ثم كيف وحدوا العملة وأخيرا كيف وحدوا التأشيرة ؟ وفي المقابل انظروا كم نحن عنصريون وكم نتعامل فيما بيننا بكثير من الكيدية والبغضاء، ونحن كذابون لأننا لانعبر عن حقيقة مشاعرنا وإنما الأنظمة هي التي وجهتنا وعلمتنا أن نكون عنصريين لأن أمريكا أرادت مثل هذا وكذلك إسرائيل، انظروا لأوروبا كيف تتعامل فيما بينها ؟ وانظروا كيف أن أمريكا وإسرائيل فرضتا علينا التأشيرة لنتمكن من زيارة أهلنا وسبب هذا أن أمريكا والغرب والدول المستعمرة هي التي منعتنا من التواصل حتى لا نتحابب ومنعتنا من التحابب حتى لا نتوحد ! انظروا إلى دول الخليج الفارسي وأنا أصر على هذه التسمية من قبيل التحدي لأنهم يغضبون لذلك ولكن سلوهم كيف تمنح التأشيرة أو الإقامة لمواطن عربي عاش في الكويت أو الحجاز أو قطر أو عمان خمسين سنة ثم غادرها لأمر ما، وهو لو تأخر يوما عن موعد عودته المحدد تلغى إقامته بالكامل ومسألة التجنس للعرب ممنوعة على الإطلاق إلا إذا كان ذلك يدخل في إطار التآمر لتغيير جغرافية السكان وتغليب أهل مذهب على مذهب آخر كما حصل في البحرينوالكويت، ثم انظروا بعد ذلك للدول العربية النفطية كيف تتعامل مع الدول الشقيقة غير النفطية ؟ فإذا ما احتاجت مصر أو تونس أو المغرب أو الأردن أو لبنان إلى مساعدات لضيق أو لحاجة، فإن الدول النفطية تبتزها حتى النهاية وتفرض عليها شروطا قاسية وتعجيزية، في الوقت الذي تدفع بسخاء لحدائق الحيوانات في أمريكا وبريطانيا وسواها فكيف بالله نكون عربا أشقاء وحكامنا يرسمون أستراتيجيات الكراهية والبغضاء والعنصرية العمياء غير المبررة فيما بيننا ؟ والسؤال المطروح هو أين هي جامعة الدول العربية من هذا وذاك ؟ والجواب : لاجواب...