الخضر على بعد 90 دقيقة فقط عن المونديال ستكون مساء اليوم أنظار وعقول الجماهير الجزائرية مشدودة إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي سيكون مسرحا لاحتضان مواجهة هامة وحاسمة بين المنتخب الوطني الجزائري ومنتخب بوركينافسو في إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال البرازيل 2014 في رهان سيكون فيه الخضر أمام خيار واحد وهو تحقيق الفوز ولو بهدف وحيد فقط الذي سيضمن للتشكيلة الوطنية تواجدها في العرس العالمي المقبل باعتبار أن المنتخب الجزائري خسر بثلاثية كاملة مقابل هدفين في لقاء الذهاب الذي لعب يوم 12 أكتوبر الفارط بالعاصمة واغادوغو. الخضر مطالبون بالفوز بأكثر من هدف لتفادي أي مفاجئة غير سارة حتى وإن كانت نتيجة الفوز بهدف وحيد أمام منافسه البوركينابي دون مقابل ستكفي أشبال حاليلوزيتش للتأهل إلى مونديال البرازيل إلا أن التشكيلة الوطنية مطالبة بتوخي الحذر من الاكتفاء بهدف واحد فقط سيما وإننا نتوقع ردة فعل قوية من الزوار وهو ما قد يكلفنا غاليا في حال تلقينا أي هدف من أشبال بول بوت وبناءا على هذه المعطيات فالأكيد أن أحسن سيناريو للخضر لتفادي أي مفاجئة من المنافس هو السعي نحو تسجيل أكثر من هدف وتحصين الخط الدفاعي لتفادي تلقي أي هدف والذي من شأنه أن يخلط أوراق الخضر. الضغط سيكون ضدنا وليس على بوركينافاسو وعلى اللاعبين استغلاله من الجانب الايجابي وطالما أن رهان اليوم يعد حاسما وكبيرا للتشكيلة الوطنية التي ستكون مطالبة بصنع اللعب والبحث عن النتيجة منذ الوهلة الأولى فإننا نتوقع بدون شك أن تفرض هذه المعطيات الضغط على اللاعبين سيما من قبل أنصار الخضر الذين سيطالبون مبكرا من اللاعبين بالوصول إلى شباك الخصم وتوقيع على الأقل هدف واحد في المرحلة الأولى لتفادي أي ضغط متزايد خلال الشطر الثاني من المواجهة والتي سيسعى من خلالها المنافس إلى تأمين خطه الخلفي وهو الأمر الذي يعيه كثيرا رفقاء الحارس مبولحي الطامحين لكسر جدار البروكينابي في الدقائق الأولى لكي يلعبوا الفترات المتبقية بأكثر راحة. حاليلوزيتش يصر على التهديف المبكر ويحذر بوقرة ومجاني من الثغرات في الدفاع وبما أن التشكيلة الوطنية ستسعى إلى تدارك نتيجة الذهاب على عكس المنافس الذي يطمح إلى الحفاظ على مكسبه الذي جسده في موقعة واغادواغو فإن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش منتظر أن يخوض رهان اليوم بنزعة هجومية مائة بالمئة مثلما كشف عنه في آخر إطلالة إعلامية له مع تحصين الخط الدفاعي ومنع ترك أي ثغرات لرفقاء بيترويبا الذين ينتظرون أي هفوات من قبل رفقاء بوقرة ومجاني خاصة في الفترة التي تتزامن مع تأخر التشكيلة الوطنية في الوصول إلى مرمى المنافس. الخطر الأكبر يأتي من بترويبا وهشاشة دفاع المنافس في صالح سوداني وسليماني وبالرغم من أن التركيبة البوركينابية تحتوي على لاعبين في المستوى سيما على مستوى خطي الوسط والهجوم مثلما وقف عنده الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش على ضوء لقاء الذهاب ومعاينته لأشرطة المنافس في مباريات التصفيات إلا أن الخطر الأكبر بحسب أكثر المتتبعين والطاقم الفني للخضر يبقى في تواجد المهاجم بترويبا الذي حذر منه كثيرا المدرب البوسني وطالب بفرض الرقابة اللصيقة عليه في مبارة اليوم وعدم ترك أمامه أي ثغرات أو مساحات في المقابل فإن نقطة ضعف منافس الخضر ممكن أن يستغلها رفقاء سليماني الذين لن يجدوا صعوبات في اختراق الخط الخلفي الذي بدا اكثر هشاشة. الارادة والخبرة هي أسلحة حاليلوزيتش والحذر كله من استفزازات المنافس وبالنظر إلى إقرار حاليلوزيتش بعدم جاهزية أغلب عناصره لمعركة اليوم من الناحية البدنية فإن الناخب الوطني أضحى يراهن كثيرا على بعض المعطيات والعوامل التي من شأنها أن تصنع الفارق وتجاوز عقبة المنافس وهنا نتحدث بالخصوص على مراهنة المدرب البوسني على عامل الارادة والعزيمة التي سيدخل بها أشباله المواجهة من أجل تحقيق الفوز وإسعاد الجماهير الجزائرية فضلا على عامل خبرة وتجربة بعض اللاعبين الذين سيكون لهم الدور الكبير في لقاء اليوم. كما جدد المدرب الوطني تحذيراته للاعبيه من مهبة الوقوع في استفزازات رفقاء بترويبا وهوالسيناريو المتوقع أن يحدث. بوقرة مجاني في المحور خوالد في الظهير الأيمن ومهدي مصطفى في الوسط سمحت الحصة التدريبية التي خاضها الخضر السبت الفارط بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بتحديد معالم التشكيلة الأساسية التي سيراهن عليها اليوم الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي يتجه بالاستعانة بنفس التركيبة التي خاض بها لقاء الذهاب مع تغييرات طفيفة بسبب غياب بلكلام وقديورة إذ ينتظر أن يعتمد حاليلوزيتش على بوقرة ومجاني في المحور والاستنجاد بخدمات خوالد لشغل منصب الظهير الأيمن مكان مهدي مصطفى الذي ستوكل له مهمة استرجاع الكرات في الوسط. سليماني سوداني سيقودان الهجوم وغولام لخلافة مصباح وبراهيمي إلى جانب فيغولي أما بخصوص خط الهجوم فإن حاليلوزيتش منتظر أن يجدد الثقة في الثنائي سوداني وسليماني اللذان يعدان الورقتان الرابحتان للناخب الوطني في معركة اليوم خاصة إذا ما ترجما كرات براهيمي وفيغولي اللذان سيقومان بمهمة تنشيط الخط الأمامي يأتي هذا في الوقت الذي فأجا حاليلوزيتش الجميع على مستوى الرواق الأيسر حيث يرجح أن يراهن على خدمات مدافع سانت تيان الفرنسي فوزي غولام في مكان جمال مصباح الذي تراجع مستواه مؤخرا بعد أن ظل خارج المنافسة مع ناديه بارما الايطالي لفترة طويلة وهو الخيار الذي صعب كثيرا من خيارات المدرب الوطني طالما أنه سيكون مضطر للتضحية بمصباح صاحب الخبرة في مثل هذه المواعيد. الخضر مرشحون لأن يكونوا الممثل العربي الوحيد في المونديال وبالنظر إلى النتائج التي حملتها نتائج المنتخبات العربية في اللقاءات الفاصلة بعد إقصاء نسور قرطاج أمام المنتخب الكاميروني وخسارة الأردن بميدانها زمام الأرغواي وخسارة مصر في لقاء الذهاب أمام غانا بسداسية مقابل هدف واحد فالأكيد أن الخضر أضحى المرشح الوحيد بالنسبة للمنتخبات العربية لكي يتواجد في العرس العالمي بالبرازيل وهو ما يعني أن الجزائر أمامها فرصة لإنقاذ سمعة الكرة العربية مثلما كان عليه الحال في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010 مثلما كان عليه في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا. وخاض أمس المنتخب الوطني الجزائري ومنافسه البركينابي آخر حصة تدريبية لهما بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة والتي كانت مخصصة لوضع الروتوشات الأخيرة قبل مواجهة اليوم فضلا على تحديد معالم التشكيلة الأساسية التي سيراهنان عليهما سيما من جانب المنتخب البوركينابي الذي أجرى حصة واحدة فقط بعدما التحق أول أمس في ساعة متأخرة إلى الجزائر. روراوة: ”الدولة وفرت لكم كل شيء اليوم لتتأهلوا” أكد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن كل الظروف مهيئة أمام التشكيلة الوطنية لتحقيق الفوز والتأهل إلى كأس العالم بالبرازيل 2014. وقال روراوة في تصريح له بخصوص مبارة اليوم أمام بوركينافاسو ”الفاف وفرت ورصدت كل الامكانيات للمنتخب ونفس الشيء قامت به الدولة التي وضعت كل شيء تحت تصرف المنتخب حتى يتمكن من تحقيق الهدف وهو كسب ورقة التأهل إلى كأس العالم”.