صدر، حديثا عن منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين، مؤلف جديد للباحث فوزي مصمودي الكتاب الذي حمل عنوان ”الزّاب.. المصطلح والدلالات” تطرق إلى تاريخ منطقة الزّاب على مر العصور، حيث عرف المؤرخ في الفصل الأول بالمعنى اللغوي لكلمة الزّاب، ليتكلم بعدها عن تطور المنطقة التي عرفت عبر العصور دورا هاما في تاريخ بلاد المغرب العربي، حيث شكلت ربوعه مسرحا للعديد من الأحداث السياسية، الاقتصادية، والثقافية. وعرفت مدنه وقراه وقائع حاسمة ومعارك فاصلة. كما تأسست فيه العديد من الدول على غرار الدولة الأغلبية، والدولة المرينية كما كانت الولاية الثامنة في الدولة الجزائرية الحديثة بقيادة الأمير عبد القادر. وتحدث المؤرخ عن التغيرات التي مست هذا الإقليم بتبدل عواصمه ومدنه، حسب المستجدات الإقليمية والرهانات الدولية خلال الفترات المتعاقبة، وذهب فوزي مصمودي بعيدا في بحثة بحيث تعرض لفترة حكم الرومان والوندال والبيزنطيين، ثم تأسيس الدول الحديثة كالدولة الأغلبية، الفاطمية، الزيرية، الصنهاجية، الحمادية، والحفصية. ولم يغفل الباحث أن يشير إلى احتفاظ هذا الإقليم باستقلاله في بعض المحطات التاريخية وتعامله ككيان مستقل وذكر بالموازاة خضوعه أحيانا للسلطة المركزية، وظهر ذلك واضحا أثناء الحكم العثماني، حيث ضل تابعا لبيلك الشرق وعاصمته قسنطينة، والذي كان بدوره خاضعا لسلطة دار السلطان بالجزائر العاصمة. لينهي مصمودي الكتاب بنظرة عامة عن الزّاب في وقتنا الحالي، وكيف استطاع التكيف مع معطيات العصر الجديدة. واستطاع الباحث أن يضيف لمسة جمالية في بحثه وذلك بالاستشهاد بأشعار الشاعر الكبير محمد بن هانئ الأندلسي، والتي اتخذها نموذجا، ومصدرا لإنجاز أجزاء من دراسته.