تحول المركز الثقافي لدوار الخدايدية ببلدية بوقيرات، جنوب ولاية مستغانم، إلى مرحاض عمومي بعد تأخر فتحه لمدة تناهز 7 سنوات، رغم استهلاكه ملايين الدينارات من ميزانية التنمية البلدية، في مشهد مؤسف يعكس مدى تردي الواقع الثقافي بالولاية. ويعرف المركز الثقافي الذي اكتمل إنجازه بالكامل تدهورا كبيرا بسبب تحطيم زجاجه الخارجي، إلى جانب استعمال جدرانه كمرحاض عمومي من طرف تلاميذ المتوسطة المجاورة، بينما حولت جميع محتوياته إلى إدارات عمومية أخرى من درك وشرطة وغيرهما. فيما أكدت مديرية الشباب والرياضة ل”الفجر”، أن نقص التأطير هو السبب الرئيسي في تأخر استغلاله.. لكن السبب الحقيقي، حسب عدد من إطارات الشبيبة والرياضة، هو غياب التنسيق في عملية إنجاز المراكز الثقافية بين السلطات المحلية المخولة بالإنجاز ومديرية الشباب والرياضة التي تتكفل بالتسيير البيداغوجي، ما جعل المراكز الثقافية منشآت جامدة لا تملك التأطير اللازم لتفعيل العمل الثقافي، خصوصا بالمناطق الريفية. كما لم تسمح باكتشاف مواهب جديدة رغم استهلاك إنجازها وتجهيزها لملايين الدينارات. وقد تمكنت مديرية الشباب والرياضة من استرجاع عدد من المراكز الثقافية بتحويلها إلى دور شباب كالمراكز الثقافية لبلديات بوقيرات والنويصي وماسرى، فيما لايزال مركزا سيرات والطواهرية يعانيان من الإهمال بسبب ضرورة ضخ أموال كبيرة لإعادة بنائهما بالشكل المطلوب، بسبب هندستهما غير المطابقة لمعايير دور الشباب، خصوصا من حيث المساحة. ويظل شباب دوار الخدايدية ببلدية بوقيرات، كباقي دواوير ولاية مستغانم، محرومين من فضاءات ثقافية يمكن أن تفجر طاقاتهم وتملأ الفراغ الذي يعانونه في غياب وسائل للترفيه ما يفتح أمامهم أبواب الانحراف، فيما تضخ أموال طائلة لإنجاز منشآت ثقافية تظل عرضة للإهمال أوتبقى بدون مؤطرين حتى وإن فتحت أبوابها يوميا كالمركز الثقافي لبلدية سيرات أوالمركز الثقافي لبلدية الطواهرية، ناهيك عن الفضائح الجنسية التي أضحت تسجل خلال السنوات الماضية، كفضيحة هتك عرض فتاة داخل المركز الثقافي لبلدية سيرات قبل سنوات قليلة.