أبدا أمس كل من روسيا وحلف الناتو استعدادهما للمشاركة في تدمير الترسانة النووية السورية إذا ما وجهت لهما دعوة بهذا الشأن، يحدث ذلك فيما لا يزال الغموض يكتنف التحضير لمؤتمر السلام الدولي المنتظر شهر جانفي المقبل في ظل تمسك الأطراف المعنية بالحوار بشروطها المسبقة للتحاور، ووسط انقسام أراء المعارضة بين قبول الائتلاف ورفض الجيش الذهاب الى “جنيف 2”. أعرب أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في التزام حلف شمال الأطلسي بمبادئ القانون الدولي، ومواصلة الاعتماد على الوسائل السياسية والدبلوماسية لتسوية الأزمات المعقدة منها الأزمة السورية، خاصة بعد نجاح مبادرة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي إثر اجتماع مجلس “روسيا-الناتو” في بروكسل، أن حلف الناتو بات مدركا لضرورة مواصلة العمل المشترك مع شركائنا في الولاياتالمتحدة وأوروبا من أجل الالتزام بمبادئ القانون الدولي، من جهته أكد الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن أن روسيا والحلف أكدا خلال مباحثاتهما في بروكسل استعدادهما للمساهمة في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، في حال تسلمتا طلبا بهذا الشأن. ووسط الاهتمام بتدمير السلاح الكيماوي السوري بعد موافقة خبراء الأممالمتحدة ومنظمة نزع السلاح الكيميائي على استخدام مرفأ اللاذقية لترحيل المواد السامة من البلاد بغية تدميرها خارج البلد، تغيب تفاصيل مؤتمر السلام الدولي الذي لم يستجد بشأنه أي جديد ما عدا الوعود المقدمة والحديث عن تحضيرات حثيثة تجرى في جنيف السويسرية من قبل الأممالمتحدة والدول الراعية لهذه الخطوة وسط مخاوف من عدم تجسيدها في الموعد المحدد، خاصة أمام تصلب مواقف كل من النظام السوري والمعارضة، إذ لم تضع المعارضة شرط تنحي الأسد جانبا لقبول دعوة المشاركة في “جنيف 2 “، فيما لا تخطط الحكومة السورية التنازل عن مبدأ مساهمة الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية المنتظر دخولها بعد جنيف، وهو ما أعلنه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي قال أن بشار الأسد يبقى رئيسا للبلاد ومخول لقيادة المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق في العاصمة السويسرية شهر جانفي المقبل، وكرّر الزغي كلام الأسد السابق بأن ذهاب النظام للحوار لن يكون مرهونا بتسليم مقاليد الحكم لجهة بعينها، مشيرا إلى أنه في حال اعتقدت بعض الأطراف ذلك فلا جدوى من مشاركة الحكومة السورية في طاولة المفاوضات، وانتقد الزغبي في حديث إلى قناة “الميادين” نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية، رافضا مشاركتها في مؤتمر “جنيف 2“، موضحا أنه لا مبرر لوجود الرياض في أي عملية سياسية بالمنطقة لأنها أساءت لسوريا بتدخلها المباشر في الحرب الدائرة بدمشق، من جانبها لا تزال المعارضة ترفض مشاركة طهران في الحوار السوري وتتهمها بدعم الأسد.