أكدت نقابتي ”سناباست” و”كناباست” أن الاحتجاجات ستبقى تميز قطاع التربية ولن تفارقه أبدا لأن الوصاية تنتهج ”أساليب المراوغة والتهرب والتماطل” في حل كل المشاكل التي رفعها الشركاء الاجتماعيون وملفاتها، كونها مرتبطة بأجندة زمنية عليها احترامها والتكفل بها، معلنة أن اجتماعا موسعا سيجمع اليوم كل نقابات التربية بعد الزوال مع مسؤولي الوزارة الوصية لمناقشة كل المطالب وإيجاد حلول نهائية لها. يبدو أن وزارة التربية الوطنية تريد استدراك ما فاتها في اللقاءات الثنائية السابقة التي جمعتها مع كل نقابة على حدا والتي تم خلالها عرض مشاكل كل طرف وترجم ذلك بمحاضر موقعة بين الطرفين على أن تلتزم الوصاية بتجسيد ما تم الاتفاق عليه، لكن يبدو أن هذه الأخيرة لم تلتزم بمضمون الوثيقة التي صادقت عليها، وجعلت كل النقابات في حيرة من أمرها تنتظر حلولا لمشاكلها أمام ضغط منخرطيها في الولايات بالعودة إلى الاحتجاجات التي لا مفر منها ولا بديل عنها. وتعود اليوم وزارة التربية الوطنية وخلال العطلة الشتوية في الأسبوع الثاني منها إلى توجيه دعوة لكل النقابات لعقد اجتماع موسع معها في فترة بعد الزوال، لمناقشة كل المشاكل العالقة بما فيها المهنية والاجتماعية وما تعلق بالمسائل التربوية والبيداغوجية. وبخصوص رأي بعض نقابات، أعربت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”سناباست” عن أملها في أن يخرج الاجتماع المزمع عقده مع وزارة التربية اليوم بنتائج إيجابية لخدمة الموظفين والمستخدمين بصفة خاصة والقطاع بصفة عامة، لأن الشركاء الاجتماعيين ينتظرون في كل مرة حلولا نهائية للمشاكل التي يتخبطون فيها وبالتالي الوزارة مطالبة بذلك، وفي حال عدم توصلها اليوم - حسب رئيس ”سناباست” مزيان مريان - لأي إجراءات إيجابية فإن الاحتجاجات ستكون البديل لمواجهة تماطل الوصاية وتهربها، وسيكون ذلك مع العودة إلى الدراسة بعد عطلة الشتاء. من جهته، أوضح المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كناباست”، مسعود بوديبة، أمس ل”الفجر”، أنه النقابة دائما تنتظر حلولا من طرف وزارة التربية الوطنية لجملة المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة منذ مدة، لاسيما وأن الاجتماع الأخير معها كان بتاريخ 21 أكتوبر 2013، وهو موثق في محضر ممضى بين الطرفين وتم خلال ذلك تحديد رزنامة زمنية للتكفل بالمشاكل، منها بعض المطالب التي حدد تاريخ 31 ديسمبر الجاري كآخر أجل لها، وهناك ملفات وقضايا كان لابد أن تلقى حلولا لها خلال شهر نوفمبر المنصرم، خاصة بعد عقد اجتماع الثلاثية بين النقابة، الوزارة، والوظيف العمومي. وأضاف بوديبة أن تنصيب اللجنة الرباعية المكلفة بملف طب العمل (وزارة التربية، الصحة، العمل والنقابة) لم يتم لحد الآن، مع وجود أخطاء من قبل الإدارة في تطبيقات القانون الخاص والذي لا جديد حوله، وكذا ملف السكن، والخدمات الاجتماعية، حيث لم تنصب اللجنة الحكومية منذ سنتين، وكذا تعويضات المنطقة لولايات الجنوب، والأساتذة المفصولين بمديرية التربية ”الجزائر-غرب”، مؤكدا في السياق ذاته أن اللقاء المقرر اليوم عقده لن يخرج بحلول للمشاكل، وهذا الاجتماع الموسع يدل على غياب الاحترافية وعدم احترام العمل النقابي لأنه كان من المفروض دعوة كل نقابة لوحدها ومناقشة مشاكلها والفصل فيها كما حدث مع اللقاءات الثنائية السابقة.