حمل وزير الداخلية أمس الفرقاء السياسيين مسؤولية ما تعيشه البلاد من فوضى أمنية، موضحا أن قوات الأمن يمكنها الحد من العمليات الإرهابية لكنها لن تتمكن من وقفها بشكل نهائي في ظل والتجاذبات السياسية، حيث رفع تفجير منطقة حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية حصيلة القتلى ومعه حجم التوتر في البلاد،وعزّز مخاوف الجهات المعنية من تحول التفجيرات إلى سيناريو يومي يقض أمن اللبنانيين الذين ما كادوا يستفيقون من التفجير الذي استهدف وزير المالية السابق محمد شطح حتى صُدموا بتفجير الضاحية وضحية الهجمات أرواح الأبرياء التي ترفع حصيلة القتلى في لبنان. كشف أمس وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن وزن العبوة الناسفة التي انفجرت في حارة حريك بالضاحية الجنوبية قد تشير إلى احتمال استهداف إحدى الشخصيات السياسية في البلاد، وأشار شربل في تصريح صحفي أمس إلى وجود ثلاثة احتمالات تتعلق بالانفجار، إذ قد يكون الانتحاري فجّر نفسه عن طريق الخطأ أو شعر بالتضييق فاضطر لتفجير نفسه، كما قد يكون شخص آخر فجر السيارة عن بعد بمن فيها. وارتفعت حصيلة التفجير الذي وقع على مقربة من المبنى السابق لقناة المنار التابعة لحزب الله إلى 5 قتلى وقرابة ال80 جريحا، بعد أن ذكرت الحصيلة الأولية وقوع 4 قتلى و66 مصابا وزعوا على كل مستشفيات العاصمة، فيما ألحق التفجير خسائر مادية بالبنايات المجاورة لمكان الحادث، الذي يعد الرابع الذي يطال أحياء في الضاحية الجنوبية منذ السادس من جويلية الماضي كان آخرها تفجيران انتحاريان يوم 19 نوفمبر استهدفا السفارة الإيرانية على مشارف الضاحية. وبين تردد الأنباء عن استهداف قيادات المجلس السياسي للحزب وتداعيات انخراط حزب الله في الحرب السورية الى جانب قوات النظام، يبقى الشارع اللبناني مهددا وأمن مواطنيها مستهدفا، في ظل تنديد الأوساط الداخلية والدولية لمسلسل التفجيرات الذي تعشيه بيروت في الآونة الأخيرة و يعيدها إلى حقبة ماضية عانت فيها الأمرّين بعد الحرب الأهلية التي مزقت أحشاء الوطن وشتّت أبناء الوطن الواحد، حيث ندّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتفجير واعتبره نتيجة تخطيط مسبق لتنفيذ مؤامرة دنيئة لإغراق اللبنانيين في الفتنة، فيما وصف تيار المستقبل هذه التفجيرات بالعمل الإرهابي الذي يستهدف الأبرياء، وأنها نتيجة التورط في حروب خارجية وعلى رأسها الصراع السوري، وذهب رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى القول أن اليد الإجرامية التي ضربت منطقة الضاحية الجنوبية هي ذاتها التي تزرع الإجرام والدمار في كامل المناطق اللبنانية. من جانبه اعتبر حزب الله الهجوم استهدافا لأمن الوطن بغض النظر عن الجهة المنفذة للعملية لأنها أطراف مأجورة، لأن الأهمية للمشروع المتكامل الذي يريد إشعال الفتنة وصرف الأنظار عن إسرائيل وإضعاف قوة لبنان التي صمدت أمام رياح الشرق الأوسط الجديد، وعلى المستوى استنكر الأمين العام للأمم المتحدة وعواصم عالمية التفجير الذي وصفوه بالإرهابي، فيما أدانت إيران التفجير وقالت أمس على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة العملية الإرهابية التي استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت، مشيرة إلى مقاومة لبنان لمؤامرات الكيان الإسرائيلي الداعية للتشتت، وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أمس أن لبنان قادر على قطع الأيادي المعتدية على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية.