تنازل الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، أمس، في تجمع حضره مناضلون وشباب من خارج الحزب، عن ”مطلب التعجيل بتعديل الدستور”، واكتفى بالقول إنه من الصلاحيات المخولة للرئيس بوتفليقة، الذي جدد ترشيح الحزب العتيد له في رئاسيات أفريل القادم. وتسبب حضور الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، في إرباك الأمين العام الحالي وحاشيته، وهو يلقي كلمته بالمركب الأولمبي محمد بوضياف. أثبت اللقاء الوطني للمنتخبين الذي نظمه حزب جبهة التحرير الوطني، أن الأمين العام للحزب عمار سعداني، ليس على دراية ولو بالشيء القليل مما يحاك من ترتيبات وسط صناع القرار، حيث تنازل جملة عن مطلب الحزب العتيد منذ استيلائه على الأمانة العامة للحزب بالتعجيل في تعديل الدستور، وقال سعداني في هذا الصدد إن حزبه ما يزال متمسكا بتعديل الدستور دون تعجيل، مؤكدا أنه من صلاحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحده. وجدد سعداني ترشيح حزب جبهة التحرير الوطني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، مؤكدا أن هذا التجمع ”دليل على تزكية أنصار الحزب ومناضيله للرئيس عبد العزيز بوتفليقة”، رغم أن التجمع حسب العارفين خال من قيادات كارزمية للحزب العتيد أو مناضيله الحقيقيين، بدليل الفوضى العارمة التي سادت التنظيم. وأحدث دخول عبد العزيز بلخادم الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني للقاعة البيضاوية، ارتباك كبيرا خاصة لدى عمار سعداني وهو يلقى كلمته، لاسيما وأن بلخادم كان مصحوبا بمسؤول كبير وهو عضو في اللجنة المركزية للحزب. وجاء في كلمة عمار سعداني التي لم تتجاوز 8 دقائق، إن الترشيح للموعد الرئاسي المقرر في أفريل القادم، من صلاحيات اللجنة المركزية للحزب التي قالت كلمتها حسبه، في اجتماع 16 نوفمبر بالأوراسي، منتقدا في هذا السياق الذين ”يتحركون خارج الحزب وهيئاته لتدعيم شخصيات من خارج الحزب”، في إشارة إلى أنصار رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام للحزب العتيد في 2002، علي بن فليس، الذي يستعد لحسم ترشحه. وخلص الأمين العام للحزب كلمته بدعوة مناضليه بالتحضير لحملة انتخابية لصالح مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة، وذلك باستعمال كل الإمكانيات والفضاءات.