كشف أمس، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عن إشادة جميع رؤساء وحكومات إفريقيا بتدخلها العسكري الذي وصفه ب”الناجح” في مالي، تحت ذريعة طرد الجماعات الإرهابية المسلحة، وأشار إلى مساهمة عملية ”سيرفال” قبل نحو عام في ”تعزيز نفوذ فرنسا”. وبدا خطاب هولاند بقصر الإليزي متفائلا بما حققته القوات العسكرية في مالي خلال عام 2013، متسائلا إن مكنت من استعادة سلامة أراضيها بعد إجراء انتخابات رئاسية ثم تشريعية لإيجاد موطئ استقرار وأمن ولكن أيضا لتحقيق شرعية السلطات، وقال الرئيس الفرنسي أن العملية كانت ناجحة ومعترف بها ليس فقط من قبل الماليين، ولكن أيضا من قبل المجتمع الدولي بأسره. وتجنب الرئيس هولاند، ذكر دول بعينها أبرقت تهاني إلى حكومته تشيد بالعملية بالقول ”إنني تلقيت إشادة من رؤساء الدول أو الحكومات في إفريقيا وخارجها لتدخلنا العسكري في مالي”، وذلك في إشارة واضحة إلى ما تردد على لسان الوزير الأول الفرنسي جان مارك أيرولت لوسائل إعلام فرنسية عقب لقاءه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الشهر المنصرم بالجزائر العاصمة، أن هذا الأخير حمله مسؤولية تبليغ رسالة إلى هولاند تثني على ما ”فعلوه في مالي”. واعتبر الرئيس الفرنسي في خطاب نشر على موقع الإليزي، أن العمليات العسكرية كانت مفيدة لمنطقة الساحل وتصب في سياق مكافحة الإرهاب، وقد ساهمت في تعزيز نفوذ فرنسا، موضحا أن ”الجزء الأكبر من المهمة تم انجازه”، خصوصا وأن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، قضى بضعة أيام مطلع العام الجاري، في دول تجاور مالي للاحتفال رفقة الجنود الماليين والفرنسيين بما تم تحقيقه، وتابع بأنه يجري حاليا استكمال مهمتهم في مالي رغم خفض التعداد من 2500 جندي اليوم، إلى 1600 بحلول الشهر المقبل، ثم إلى ألف جندي لاحقا، وهو المستوى اللازم لمواجهة أي تهديد قد يبرز مجددا بفعل توطن الجماعات الإرهابية في المنطقة.