تحدثت الفنانة التشكيلية الشابة عاتكة سلاطمي، في دردشة جمعتها مع ”الفجر”، عن بداياتها مع الرسم الذي استهلته منذ نعومة أظافرها، حيث أشارت إلى تعلقها بهذا الفن والعوائق التي صادفتها خلال مسيرتها. كما لم تغفل عن الإشارة للأشخاص الذين ساعدوها على شق طريقها والأهداف التي تطمح اليها. كيف اكتشفت موهبتك؟ حدثينا عن بداياتك الأولى مع الرسم ؟ منذ نعومتي اظافري كنت احمل القلم كأنه وسيلة فعلية لترجمة خيالي للواقع كنت أرسم على الجدران، والأبواب ولم أرغب يوما باستعمال الأوراق ودفاتر الرسم. ووالداي من اكتشفا فيّ الموهبة ولا أنكر أن لهما الفضل الأول والأخير في شحذها وصقلها لتكون كما هي اليوم، ثم ما لبثت أن ظهرت بوضوح بمرحلة المتوسطة، حيث كنت أبدع برسم مخططات العلوم والجغرافيا ولطالما رسمت أصدقائي وأساتذتي كاريكاتوريا وأشارك كرسامة كاريكاتورية بمجلة السوسن، وكان أستاذي كواشي عبد الرزاق، والأستاذ حمزة سالمي رحمه الله أكبر المشجعين جزاهم الله خيرا. قمت بدراسات أخرى غير الفنون الجميلة لماذا قمت بهذا الاختيار؟ لم أدرس الفنون التشكيلية بل درست الأدب العربي بجامعة الجزائر، وكنت أكتب الخواطر والشعر، وهذا ما أدخلني وسط عالم الخيال والإبداع الفني، فالكتابة الشعرية تنبض بفن القول، والذي يأخذك مرغمة لعالم الجمال، حيث أسترسل في رسم لوحات تجريدية تتناسب وكتاباتي، لهذا عدت لعالم الفن والرسم. كيف ترين وضعية الفن التشكيلي في الجزائر؟ علامة استفهام كبيرة بالبند العريض، وضية الفن التشكيلي في الجزائر كفيلة بإظهار مدى تخلفنا في المجال الفني، ومدى لا مبالاة أولي أمرنا بهذا الفن الراقي، الذي إن دل على شيء فهو يدل على الحضارة الراقية. هل نظمت معارض فنية من قبل ؟ كنت قد عرضت لوحاتي مرارا وتكرارا على مستوى الإقامة الجامعية بن عكنون بالحفلات والمناسبات التي تقام هناك سنويا، وشاركت بعدة حملات توعية ببعض الرسوم، ولكن لم تتسن لي الفرصة ولم أحصل على عروض قد تتناسب وقدراتي الفنية. لماذا لم تعيدي الكرة ؟ لأنه لا وجود أصلا للمعارض، أو من يدعم هوايتك أو يقدر فنك، ولكن في الآونة الأخيرة، وبعد عرض الرسومات على الفايسبوك تلقيت عروضا مقدمة من نادي الشباب، ودار الثقافة وبعض المدراء الذين قمت برسمهم. ما هي التقنيات والأدوات والمواد المستخدمة في رسوماتك؟ في الحقيقة هي أدوات بسيطة تتناسب وحاجتي البدائية، كوني أحترف الرسم كعصامية، فأنا بصراحة لا أفقه في أنواع الأقلام، أو مواد الرسم كثيرا، بل أراها فأبتكر تقنياتي الخاصة لوحدي، فلا تهمني المواد المستعملة لأنني عادة ما أستعمل الماكياج أو مثبت الشعر أو حتى ملونات طبيعية كماء الشمندر، المهم أن أحصل على نتيجة مميزة، ولكني برعت في رسوم البورتريهات، وهي لوحات عادة تكون بالقلم الفحمي الذي اكتشفته صدفة بمكتبة ”تكنو” بالجزائر العاصمة، حيث أسقطت العلبة وكسرت الأقلام، وحينما جمعتها من على الأرض، ودفعت ثمنها رحت أجرب الرسم بها على جدران الإقامة، فأعجبت بتأثيرها على أعمالي.